responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 763
تَفْعَلُوا" [1]، التقدير كأنكم تريدون التحرّز عن الولد ولستم تقدرون على ذلك [2] (مَا مِنْ نَسْمَةٍ كَائنَةٍ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ وإنَّ الله إذا أرَادَ أنْ يُخلِفَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أحَد أنْ يَمْنَعَهُ) وللولد في ذلك ثلاثة أحوال.
حال قبل الوجود ينقطع فيها بالعزل وهذا جائز. وحال بعد قبض الرحم على المني فلا يجوز حينئذ لأحد التعرض له بالقطع من التولد، كما يفعل سفلة التجار في سقي الخدم، عند إمساك الطمث [3]، الأدوية التي ترخيه فيسيل المني معه وتنقطع الولادة.
والحالة الثالثة بعد انخلاقه قبل أن تنفخ فيه الروح وهو أشد من الأولين في المنع والتحريم لما روي فيه من الأثر (إنَّ السَّقْطَ يَظَلُّ مُخْتَبِطاً عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ يَقولُ لَا أدْخُلُ حَتى يَدْخلَ أبَواي) [4]، فأما إذا نفخ فية الروح فهو نفس بلا خلاف.

[1] مَالَك عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرحْمنِ عَنْ محَمدِ بْنِ يَحْيىَ بْنِ حَبانِ عَنْ ابنِ محَيْرِيزٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْت أَبَا سعيد الْخُدْرِي فَجَلَسْت إلَيْهِ وَسأَلْتهُ عَنِ الْعَزْلِ ....
الموطأ 2/ 594، والبخاري في النكاح باب العزل 7/ 29، وفي كتاب العتق باب من ملك من العرب رقيقاً 3/ 129، ومسلم في كتاب النكاح باب حكم العزل 2/ 1061.
[2] قال النووي: معناه لا ضرر عليكم في ترك العزل لأن كل نفس قدر الله تعالى خلقها لا بد أن يخلقها سواء عزلتم أم لا، وما لم يقدرخلقها لا يقع سواء عزلتم أم لا، فلا فائدة في عزلكم فإن كان الله تعالى قدر خلقها فلا ينفع حرصكم في منع الخلق.
شرح النووي على مسلم 10/ 10 - 11.
[3] طمثها: افتضها، وطمثت: حاضت فهي طامث، والطمث الدنس والفساد. مختار القاموس ص 388.
[4] رواه ابن ماجه 1/ 513 من طريق مَنْدَل بْنِ عَلِيّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحكَم النخْعِي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عَابِس بْنِ رَبِيعَةُ عَنْ عَلِي قالَ: قَالَ رَسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ السقْطَ لَيرَاغِم رَبّهُ إذَا أُدْخِلَ أَبَويهِ النارَ فَيقَالُ أَيهَا السقْطُ الْمرَاغِم رَبَّهُ أَدخِل أبَويكَ الْجَنةَ ..)، وأورده الخطيب التبريزي في المشكاة 1/ 550، وقال الشيخ ناصر: ضعيف. ضعيف الجامع الصغير 2/ 50.
والحديث فيه مندل بن علي العنزي، أبو عبد الله الكوفي، ضعيف من السابعة، ولد سنة 103 ومات سنة 167 أو 168 د ق. ت: 2/ 274، وانظر ت ت 10/ 298 - 299، الكامل 6/ 2447، الضعفاء للعقيلي 4/ 266، المجروحين 3/ 24، الميزان 4/ 18، تاريخ بغداد 13/ 247.
درجة الحديث: ضعيف: ضعَّفه المناوي في فيض القدير 2/ 345، قال: قال في الزوائد: إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف مندل بن علي. حاشية السندي على ابن ماجه 1/ 489، والشيخ ناصر في ضعيف الجامع الصغير 2/ 50.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 763
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست