responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 534
النصف من شعبان ليس لها أصل في الصحة فلا تحفلوا بها، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، أعلم بها فتلاحى [1] رجلان فشغله تلاحيهما [2] فمحيت وكان خيراً لنا لأن الطاعة تكون أعمّ في طلبها والرجاء أكثر في تحصيلها، وقد اختلف الناس في ميقات رجائها فقيل هو العام كله. قال ابن مسعود: (مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ) [3].
والثاني: أنها في شهر رمضان [4] لقوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [5] فجعله محلاً عاماً في لياليه وأيامه لنزول القرآن ثم قال {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [6] فجعله خاصاً في ليلة القدر منه.
الثالث: أنها ليلة سبع عشرة من رمضان قاله ابن الزبير [7]، ورواه ابن مسعود عن

= خَلَتْ مِنْ رَمَضانَ" الفتح الرباني 18/ 46، وأورده الحافظ في الفتح وقال: هذا كله مطابق لقوله تعالى: {شَهْر رَمَضَانَ الذِي أنْزِلَ فِيهِ الْقرْآنَ} ولقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، فيحتمل أن تكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة فأنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض.
درجة الحديث: حسنه الشيخ البنا في الفتح الرباني 18/ 46.
[1] هي المخاصمة والمنازعة والمشاتمة. فتح الباري 4/ 268.
[2] البخاري من حديث أنس قال: أَخْبَرَنِي عُبَادةُ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النبى، - صلى الله عليه وسلم -، خَرَجَ عَلَيْنَا ليخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ... فَرُفِعَتْ. البخاري في التراويح باب تحرّي ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر 3/ 61، وشرح السنة 6/ 380، وأورده الخطيب التبريري في المشكاة 1/ 647.
[3] رواه مسلم في كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها من طريق عبدة وعاصم بن أبي النجود سمعا زر بن حبش يقول سألت أبيّ بن كعب، رضي الله عنه، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال رحمه الله: أراد أن لا يتّكل الناس أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين .. مسلم 2/ 828، وعبد الرزاق في المصنف 2/ 252 - 253، وأبو داود 2/ 106 - 107، والترمذي 3/ 160، وأخرجه مسلم أيضاً في صلاة المسافرين باب الترغيب في قيام رمضان: 1/ 525.
[4] قال الحافظ: هو قول ابن عمر، رواه عنه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، ورواه أبو داود مرفوعاً عنه (أبو داود 2/ 111 - 112 قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق مرفوعاً عليه لم يرفعاه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -).
وفي شرح الهداية الجزم به عن أبي حنيفة، وقال به ابن المنذر والمحاملي وبعض الشافعية ورجَّحه السبكي. فتح الباري 4/ 263 وانظر شرح النووي على مسلم 8/ 57، المجموع 6/ 459، نيل الأوطار 4/ 364.
[5] سورة البقرة آية 185.
[6] سورة القدر آية 1.
[7] عزاه الحافظ للحارث بن أبي أسامة من حديث ابن الزبير، فتح الباري 4/ 265. =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 534
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست