اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 508
عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: إِذَا رَأيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّم فَاعْدُدْ ثُم أصْبحْ في التَّاسِعِ صَائِماً، فَقُلُتُ: أهكَذَا كَانَ يَصُومُهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: نعَمْ [1]. وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لأصُومَنَّ التَّاسِعَ" [2]. وهذه هي الأحاديث الصحاح تفرَّقت فنظمناها لكم، وأما قوله، - صلى الله عليه وسلم -: (نَحْنُ أحَق بِمُوسَى مِنْكُمْ) فلم يكن ذلك باتباع لليهود ولا اقتداء بهم، ولكنه أُوحِي إليه [3] في ذلك ففعل بمقتضاه، ولكن فيه الاقتداء بموسى، عليه السلام، وموسى ممن أُمِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، أن يقتدي به في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [4].
وقد روي عنه في يوم عاشوراء: (إِنَّ فِيهِ تِيْبَ عَلَى آدَمَ، وفيه اسْتَوَتْ سَفِينَة نُوحٍ عَلَى الْجُودي، وفيه أُنجِيَ مُوسَى مِنْ فِرْعَوْنَ وَفِيهِ وُلدَ عِيسَى) رواه [5] ابن [6] رُشَيْد عن أبي سعيد الأنصاري [7] في كتاب ...........
= والخميس 2/ 818 - 819 من حديث عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة.
درجة الحديث: حسَّن إسناده عبد القادر الأرناؤوطي في تعليقه على جامع الأصول 6/ 312، والحق أن الحديث صحيح. [1] مسلم في الصيام باب أي يوم يُصام في عاشوراء 2/ 797، وأبو داود 2/ 819، وابن خزيمة 3/ 291، وشرح السنة 6/ 338، والبيهقي في السنن 4/ 287 كلهم عن الحكم بن الأعرج قال: انْتَهَيْت إلَى ابنِ عَباسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رداءهُ في زَمزمٍ فَقلت أخْبِرني عَنْ صَومِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ .. [2] مسلم في الصيام باب أي يوم يصام في عاشوراء 2/ 797 - 798، وأبو داود 2/ 818، وشرح السنة 6/ 340، والسنن الكبرى 4/ 287 كلهم عن أبي غطفان عن ابن عباس. [3] هذا القول معزو للمازري. قال الحافظ: واستشكل رجوعه - صلى الله عليه وسلم - إلى اليهود في ذلك، وأجاب المازري باحتمال أن يكون أُوحِي إليه بصدقهم، أو تواتر عنده الخبر بذلك، زاد عياض: أو أخبره من أسلم منهم كابن سلام .. ثم قال: غاية ما في القصة أنه لم يحدث له بقول اليهود تحديد حكم، وإنما هي صفة حال وجواب سؤال. فتح الباري 4/ 248. [4] سورة الأنعام آية 90. [5] داود بن رشيد، بالتصغير، الهاشمي، مولاهم الخوارزمي، نزيل بغداد من العاشرة مات سنة 239 ت 1/ 231 ت ت 3/ 184، تهذيب الكمال 1/ ل 384. [6] في (ك) و (م) رشدين، والصواب رشيد، كما في ترجمته عند الجميع. [7] أبو سعيد الأنصاري، ويقال أبو سعد، وهو عمر بن حفص بن ثابت الحلبي مقبول ت 2/ 427، وانظر ت ت 12/ 108، وتهذيب الكمال 3/ ل 1608، والتاريخ الكبير للبخاري 2/ 365 - 366، والجرح والتعديل 3/ 178، والكنى للدولابي ص 186، وقد ذكره فيمن كنيته أبو سعد، والذي يظهر أنه أبو سعيد، كما ظهر من صنيع الحافظ فقد قال أبو سعيد الأنصاري ويقال أبو سعد، روى عن زكريا ابن أبي =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 508