اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 471
الخطاب، رضي الله عنه، قال لسفيان [1]: (قلْ لَهُمْ نَعد عَلَيْهِم السخلَةَ يَحْمِلُهَا الراعِي ولَا نَأخُذُهَا كَمَا تَعُدُّ عَلَيْهِمِ الربا [2] وَالأكُولَةَ [3] وَلَا نَأخُذُهَا) وهذا قياس النظير على النظير تحقيقه، كما قال عَدل بين غدا [4] المال وخياره وذلك أنا نمتنع عن أخذ الكريمة نظراً لصاحب المال، ونمتنع عن أخذ السخلة نظراً للفقراء، وفيها وجه آخر؛ وذلك أن الساعي لو أخذها ما أمكنه حلبها فسقط اعتبارها من كل وجه، ولذلك قلنا: إن المصدق لا يختار الصدقة إنما يقول لرب المال: عليك شاة فجِىءْ بها، فإذا جاء بالوسط لزمه قبوله.
من يجوز له أخذ الصدقة: بيَّن الله تعالى مصرف الزكاة في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [5]، إلى آخر الآية، فتعينت لهم، ثم روي عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال:"لَا تَحِلّ الصدَقَةَ لِغَنيِّ إلَّا لِخَمْسَةٍ" [6] وكما أنه حرَّم الصدقة على كل أحد عدا الأصناف، فكذلك أيضاً حرَّم المسألة على من كان عنده غداء وعشاء [7]، وفي رواية وعلى من كان [1] سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي صحابي، وكان عامل عمر على الطائف ت 1/ 311. [2] الربى: التي قد وضعت وهي تربي ولدها. المنتقى 2/ 144. [3] الأكولة: هي شاة اللحم التي تسمن لتؤكل. المنتقى 2/ 144. [4] قال مالك: (فَغِذَاءُ الْغَنَمِ مِنْهَا كَمَا رِبْحُ الْمَالِ مِنْهُ) الموطأ 1/ 266، وفسّره الباجي بقوله: غذاء الغنم صغارها، والمراد أن لا يأخذ الساعي خيار المال ولا رديئه وإنما يأخذ الوسط. المنتمى 2/ 144. [5] سورة التوبة آية 60. [6] الموطّأ 1/ 268، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار والحاكم من طريق مالك، في المستدرك 1/ 407 وقال صحيح. فقد يرسل مالك الحديث ويصله أو يسنده ثقة، والقول فيه قول الثقة الذي يصله، وأبو داود 2/ 286 من طريق مالك، ومن طريق أخرى عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري وابن ماجه 1/ 589 مثل رواية أبي داود، وهو موصول عندهما وكذلك البغوي في شرح السنة 6/ 89.
درجة الحديث: قال شعيب الأرناؤوطي: إسناده صحيح، انظر تعليقه على شرح السنة السابق. [7] الدارقطني من طريق عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم ابن ضمرة عن علي أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال: (مَن سألَ مَسْألَة عَنْ ظَهْرِ غِنى اسْتَكْثَرَ بِهَا رَضَفَ جَهَنم ..)
وقال عمرو بن خالد: متروك، ورواه عبد الله في المسند في زوائده على أبيه من طريق حسن بن ذكوان عن حبيب ابن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي .. انظر الفتح الرباني 9/ 93، 94.
أقول: الحديث فيه عمرو بن خالد القرشي، مولاهم، أبو خالد، كوفي نزل واسط، متروك، رماه وكيع بالكذب من الثامنة. مات بعد سنة 120/ ق ت 2/ 69، وقال الذهبي كذبوه، الكاشف 2/ 328، وقال أحمد وأبو حاتم والنسائي والدارقطني متروك الحديث ت ت 8/ 26.
درجة الحديث: جوَّد إسناده المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 575 والراجح عندي ضعفه لضعف خالد ولضعف الحسن بن ذكوان في رواية عبد الله. قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف جداً لانقطاعه =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 471