اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 452
ربيعة [1] وصاحبه [2] حين جاءاه يسألانه ولاية الصدقة فقالا: (نُصِيبُ، يَا رَسُولَ الله. مَا يُصِيبُ النَاسُ وِنُؤَدي مَا يُؤَدُّونَ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الصدَقَةَ لَا تحل لِآلِ مُحَمَّدٍ إنَّما هِيَ أوْسَاخُ النَاسِ") [3]، خرّجه مسلم. فإن قيل هذه أحاديث متعارضة رويتم في حديث آخر إنها أوساخ الناس وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم -، القيء لها مثلاً فقال "الْعَائِدُ في صَدَقَتِهِ كَالْكَلْب يِعُودُ في قَيْئهِ" [4] ثم رويتم من طريق آخر "إِنَّ الصَدَقَةَ لَتَقَعُ في كَفِّ الرحْمنِ قَبْلَ انْ تَقَعَ في كَف السَّائِلِ" [5]، وكف الرحمن مقدس عن القيء والوسخ. قلنا: هذا مهم [6] من التعارض، وهو ميدان فات علماءنا الاستباق به، والجواب عنه بديع وذلك أن الباري تعالى بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أفصح الخلق بأفصح الكلام فضرب الأمثال وصرف الأقوال وسلك في كل شعب من المعاني قدرة على القول، واستلطافاً للقلوب في جانبي الرغبة والرهبة اللتين انتظم بهما التكليف وارتبط بهما الثواب والعقاب، وبيَّن الأحكام الشرعية التي بُعث لإيضاحها فإن المعاني العقلية معلومة لا تفتقر إلى بيانه، ولا تعرَّض هو
= 2/ 304 وقال في ت ت ضعّفه يحيى القطان وابن معين، وقال أحمد مضطرب الحديث، وضعّفه أيضاً أبو داود والنسائي والعقيلي. ت ت 10/ 452.
درجة الحديث: نقل الحافظ عن ابن السكن قوله عن عبد الله بن ثعلبة يقال له صحبة وحديثه في صدقة الفطر مختلف فيه، وصوابه مرسل، وليس يذكر في شيء من الروايات الصحيحة سماع عبد الله من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا حضوره إياه، وكذا قال البخاري ت ت 5/ 166 هذا علاوة على أنه من رواية النعمان بن راشد المتقدم، فالحديث ضعيف. [1] هو عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي صحابي سكن الشام ومات سنة 62 هـ ت 1/ 517، الإصابة 2/ 430. [2] هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشي. استشهد في خلافة عمر .. ت 2/ 110 والإصابة 3/ 208. [3] حديث مسلم في كتاب الزكاة باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة 2/ 752 وأبو داود 3/ 147 - 148 والنسائي 5/ 105 - 106 كلهم عن عبد المطلب ابن ربيعة ابن الحارث حدثه (قَالَ: اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ ابنُ الحَارِثِ وَالعَباس بْن عَبْدِ الْمُطلِبِ فَقَالَا ..). [4] متفق عليه. البخاري في كتاب الزكاة باب هل يشتري صدقته 2/ 157 من طريق زيد ابن أسلم عن أبيه قال: سَمِعْتُ عُمَرَ، رضِيَ الله عَنْهُ، يَقول .. ومسلم في كتاب الهبات باب كراهية شراء الإنسان ما تصدق به ممن تصدق عليه: 3/ 1239 والموطّأ 1/ 282، والبغوي في شرح السنة 9/ 506 كلهم من حديث عمر، رضي الله عنه، يقول: حَمَلْتُ عَلَى فرسٍ في سَبِيلِ الله فَأَضَاعَهُ الذِي كانْ عِنْدهُ فَأَردَتُ أَنْ أَشْتَريَه وَظَننت أَنهُ يَبِيعَهُ بِرخْصٍ ... [5] يأتي ص 453. [6] كذا في جميع النسخ ولعله هذا باب مهم.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 452