responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 433
وورقة [1] وأشباههم فأما والشريعة غراء، والملة بيضاء، والجادة مشياء، والبيان قد وقع بالأسماء والصفات والتوحيد كله، فلا عذر لأحد فيه وعلى هذا المعنى أيضاً يخرج قوله (مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَراحٌ مِنْهُ) [2]، فإن العبد المؤمن يحب لقاء الله تعالى بوجهين ([3]):
أما أحدهما: فبالبشرى فيستريح، وأما إذا رأى الحق قد درس، والباطل قد رأس فيتمنى الموت حينئذ، وقال النبي، - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَتَمَنِّيَنَّ أحَدُكُمُ الْمَوْت لِضَرٍّ نَزَلَ بِهِ وَلْيَقُلْ اللهم احْيني مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لي وَتَوَفَني مَا كَانَتَ الْوَفَاةُ خَيْراً [4] لي).
وقال النبي، - صلى الله عليه وسلم -: (لَنْ تَقُومَ الساعةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ) [5].
فإن قيل: فما معنى قول النبي، - صلى الله عليه وسلم - (أرسَلَ الله مَلَكَ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامَ، لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَصَكَّهُ فَفَقَأ عيْنَهُ فَرَجِعَ إِلَى الله فَقَالَ أرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَ الله عَلَيْهِ عَيْنَهُ) [6]. الحديث.

= النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قبل النبوة. توفي قبل مبعث النبي،- صلى الله عليه وسلم -، بخمس سنين. الأعلام 3/ 100، والإصابة 1/ 569.
مات سنة 12 قبل الهجرة.
[1] ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، من قريش، حكيم جاهلي اعتزل الأوثان قبل الإِسلام. أدرك أوائل عصر النبوة ولم يدرك الدعوة. وهو ابن عم خديجة، أم المؤمنين. الأعلام 9/ 131، الروض الآنف 1/ 124 - 127، 156، والإصابة 3/ 633.
[2] متفق عليه. البخاري في الرقاق باب سكرات الموت 8/ 133 ومسلم في الجنائز باب ما جاء في مستريح ومستراح منه 2/ 656، والموطّأ 1/ 241 - 242، وشرح السنة 5/ 270، كلهم عن أبي قتادة قال: (الْعَبْد الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأذَاهَا إلى رَحْمَةِ الله، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَريحُ مِنْة العِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَر وَالدَّوَابُ) لفظ البخاري.
[3] في (م) من.
[4] متفق عليه. البخاري في الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة 8/ 94، ومسلم في الذكر والدعاء باب تمني كراهية الموت لضر نزل به 4/ 2064، والترمذي 3/ 302، وقال حسن صحيح كلهم عن أنس بن مالك.
[5] متفق عليه. البخاري في كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور 9/ 73، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء 4/ 2231، والموطأ 1/ 241 كلهم عن أبي هريرة.
[6] متفق عليه، البخاري في الجنائز باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة ونحوها 2/ 113، ومسلم في الفضائل باب فضائل موسى عليه السلام 4/ 1842، والنسائي 4/ 118 - 119 كلهم عن أبي هريرة.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست