responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 417
الضلالة فإنه كان ممسوح إحدى العينين [1] فعيل بمعنى مفعول. وأما ما يشتركان فيه فالدجال يمسح الأرض محنة والمسيح بن مريم يمسحها منحة [2]. وأما فتنة المحيا فالمراد به ما يفتن المرء به في الدنيا، وأما فتنة الممات ففتنة المحتضر عند هبوب رياح الشكوك ونزغات الوساوس، واجتهاد الشيطان أن يقطع به في ذلك المقام عن قول لا إله إلا الله وبعد الموت وعند إقبال الملك بالهول يقول من ربك إلى آخر الخبر [3].

توحيد
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [4] لا يظهر فيها إلا هو، وهو بمعنى قوله الظاهر، وقيل هو الهادي لأن الهدى نور [5]، وقيل معناه المنور [6]، وهذا صحيح حقيقة فإنه [7] نورها وبعيد لغة [8]، وأما القيوم والقيام [9] فهو الذي يدبرها {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى

[1] انظر تفسير القرطبي 4/ 89، وابن كثير 2/ 39 - 40.
[2] انظر المصدرين السابقين.
[3] روى مسلم من طريق سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [سورة إبراهيم 27] قال: نزلت في عذاب القبر فيقال له من ربك فيقول ربي الله ونبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}. مسلم كتاب صفة الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه 4/ 2201 ورواه عن خيثمة عن البراء أيضاً 4/ 2202، والنسائي 4/ 101، عن خيثمة عن البراء وعزاه للنسائي في سننه الكبرى المزي في تحفة الأشراف 2/ 14.
[4] {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ} سورة النور آية 35.
[5] حكى ابن الجوزي فيه قولان: الأول: (هَادي أَهْلِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ) رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .. الثاني: (مُدَبِّرُ السَّموَاتِ وَالأرْضِ) قاله مجاهد والزجاج. انظر زاد المسير 6/ 40، ومختصر ابن كثير 2/ 605، والفتاوى الكبرى 6/ 392.
[6] قال ابن الجوزي قرأ أبيّ بن كعب وأبو المتوكل، وابن السميفع (الله نور) بفتح النون والواو وتشديدها ونصب الراء زاد المسير 6/ 40.
[7] في (ك) و (م) فقد.
[8] لم يرد مطلقاً في القرآن، ولا في السنة وقال علماؤنا: هو بمعنى منورها العارضة 13/ 42.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: من قال منور السموات والأرض لا ينافي أنه نور وكل منور نور فهما متلازمان. الفتاوى 6/ 392.
وقال ابن القيم: النور صفة كمال وضده صفة نقص، ولهذا سمى الله نفسه نوراً وسمى كتابه نوراً، وجعل لأوليائه النور ولأعدائه الظلمة فقال {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} مختصر الصواعق المرسلة ص 368.
[9] ذكر تفسيره في الأمد الأقصى فقال: القيوم الدائم الذي لا يزول، الثاني: القيوم على كل نفس بالرعاية له =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست