responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 317
وقد روى عمران بن حصين، رضي الله عنه، أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال: (صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِع فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَىِ جَنب) [1] زاد البخاري (فَصَلِّ نَائِمًا) [2]، يعني مضطجعًا لأنها حالة النوم عبَّر عنه مجازًا بأحد قمسي المجاز وهو الخبر عن الشيء بفائدته.

الصلاة الوسطى:
قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [3]. تفرق الناس في الكلام فيه على سبعة أقوال: فقيل إنها الصبح، وقيل إنها الظهر، وقيل إنها العصر، وقيل المغرب، وقيل العشاء الآخر وقيل الجمعة، وقيل هي مخبوءة في جملة الصلوات خبيئة الساعة في يوم الجمعة، وليلة القدر في الشهر، والكبائِر في جملة الذنوب ترغيبًا في فعل الطاعة وترهيبًا لاجتناب المعصية.
وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: (شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى صَلاَة العَصر) [4] ونكتة المسألة أن (وس ط).
في تركيب لسان العرب عبارة عن أحد معنيين:
إما عن الغاية في الجيد، وإما عن معنى يكون ذا طرفين نسبته إلى الطرفين [5] من جهتيهما سواء، وذلك يكون بالعدد والزمان والمكان.
فأما الصبح فهي وسط في الزمان فإنها زاهقة [6] عن ظلمة الليل مشرقة على ضوء النهار، وهي أيضًا وسط في العدد لأنها اثنتان وللعدد طرفان واحد وأربعة وما بينهما وسط، وهي وسط في الفضل لأنها مشهودة [7] ويشاركها فيه العصر، ولأن النبي، - صلى الله عليه وسلم -،

[1] رواه البخاري في تقصير الصلاة باب إذا لم يطق قاعدًا صلّى على جنب 2/ 59، وأبو داود 1/ 584، والترمذي 2/ 207، والنسائي 3/ 223 - 224، وابن ماجه 1/ 386، والدراقطني 1/ 380، والبغوي في شرح السنة 4/ 108.
[2] البخاري في تقصير الصلاة باب صلاة القاعد بالإيماء2/ 59 وقال: قال أبو عبد الله نائمًا عندي مضطجعًا.
[3] البقرة آية 238.
[4] متفق عليه، البخاري في تفسير سورة البقرة باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى 6/ 26، ومسلم في كتاب المساجد باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر 1/ 436، كلاهما عن عليّ.
[5] انظر أساس البلاغة ص 674 - 675، ولسان العرب 7/ 426.
[6] أي خارجة عنها.
[7] وهذا هو قول أبي أمامة وأنس وجابر وأبي العالية وعبيد بن عمير وعطاء وعكرمة ومجاهد وغيرهم، نقله ابن أبي حاتم عنهم وهو أحد قولي ابن عمرو وابن عباس، ونقله مالك والترمذي عنهما، ونقله مالك بلاغًا عن علي =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست