responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 291
جائز في كلام العرب قال الشاعر:
بال سهيل في الفضيخ [1] فَفسد (2)
فنسبه إليه حين اقترن به وإن لم يكن ذلك من فعله، والله أعلم. وعلى هذا النحو جاء قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَإِنَّ الله لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا" [3]، والله أعلم.
والملال صفة نقص مصدرها العجز، وذلك مستحيل على الله تعالى ولكنه أخبر بها عن نفسه استلطافًا بعبده كما قال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [4] فأنزل نفسه منزلة المحتاج وهو الغني وكما قال تعالى: عَبْدِي مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي وَجِعْتُ فلَمْ تُطْعِمْنِي وَعَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقِنِي فَيَقُولُ وَكَيْفَ تَمْرَضُ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ مَرَضَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ وَجَاعَ عَبْدِي فُلَانٌ وَعَطِشَ وَلَوْ أَطْعَمْتَهُ وَسَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ [5]. فكان له تعالى في ذلك فضلان، والله ذو الفضل العظيم.
أحدهما: كناية عن المريض والمحتاج بنفسه الكريمة برأيه [6].
والثاني: استلطافه بقلوب عباده ترفيقًا لهم حتى يميلوا إلى الطاعة، وصار هذا في

= كالكنيف المعد للبول إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه، وقيل مَثَلٌ مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه وأفسد حسه والعرب تكني عن الفساد بالبول: بال سهيل في الفضيخ ففسد، وكني بذلك عن طلوعه لأنه وقت إفساد الفضيخ، فعبر عنه بالبول. فتح الباري 3/ 28 - 29.
[1] الفضيخ عصير العنب وشراب يتخذ من بسر مفضوخ ولبن عليه الماء. ترتيب القاموس 3/ 399.
(2) لسان العرب 3/ 45. فقال: قال الراجز، ولم يعزه.
[3] الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الإِيمان باب أحب الدين إلى الله أَدْوَمه 1/ 17، وفي كتاب التهجد باب ما يكره من التشديد في العبادة 2/ 48 وفي كتاب اللباس باب الجلوس على الحصير ونحوه 7/ 199، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره 1/ 540، وفي كتاب الصيام باب صيام النبي - صلى الله عليه وسلم - 2/ 811، وأبو داود 2/ 48، والنسائي 3/ 218 و 8/ 123، وابن ماجه 2/ 1416، والموطّأ 1/ 118 كلهم عن عائشة.
[4] سورة الحديد آية 11.
قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية: يحث الله تعالى عباده على الإنفاق في سبيل الله، وقد كرر الله تعالى هذه الآية في كتابه في غير موضع. تفسير ابن كثير 1/ 531.
[5] مسلم في كتاب البر والصلة باب فضل عيادة المريض 4/ 1990 من رواية أبي هُريْرَة.
[6] كذا في جميع النسخ ولعلها برؤيته.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست