responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 256
عليها، وقد رأيت من لا يحافظ عليها (إلا جاملًا [1] حصيها). فأما [2] من يحفظها بالخشوع والإِقبال فلا أقدر أن أستوفي بعددهم كفّي الواحدة، وهذا الذي قال من حفظها وحافظ عليها هو الذي قال تسلية للخلق إذا غلبوا على الحق: "إِنِّي لأُجَهِّزُ جَيْشِي وَأَنَا في الصَّلَاةِ" [3]، وفي مثل عمر تعزب النية عبادة أخرى، فأما أمثالنا فإنما تعزب نياتنا بالاشتغال بالدنيا فاحفظوا رحمكم الله قلوبكم عن الخواطر في الصلاة كما تحفظون جوارحكم عن الأعمال من غيرها.
وقد رأيت الفقهاء يقولون إذا كثرت الأعمال والكلام في الصلاة بطلت وإن كان سهوًا، وهذا إمامنا سحنون، وكان من العلماء العبّاد، قد ذكَرنا لكم ما حكاه الطرطوسي لنا من رواية ابنه محمَّد عمه من إعادة الصلاة عند عزوب نيته عنها، أَوَلَا ترى إلى أبي طلحة الأنصاري لمّا عزبت نيته في صلاته بالاشتغال ببستانه استهلكه لله تعالى عوضاً عما استهلك الخاطر من صلاته [4]، وقد روينا عن ابن عباس: "أَنَّ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلاَمَ، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الْخَيْلُ عَنْدَ الخُروجِ إِلَى الْجِهَادِ فَشَغَلَتْة عَنْ صَلَاةِ الْعَصرِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَعَرْقَبَهَا وَنَحَرَهَا" [5]. ...................................................

[1] كذا الأصل وفي (ك) و (م) آلافًا لا أحصيها، وهي الصواب.
[2] في (ك) و (م) وأما من.
[3] البخاري في كتاب العمل في الصلاة باب يكفر الرجل الشيء في الصلاة 2/ 59 معلقاً، وقال الحافظ: وصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن أبي عثمان النهدي عنه بهذا سواء.
درجة الحديث: صحيح كما قال الحافظ في فتح الباري 3/ 90.
[4] رواه مالك في الموطأ 1/ 98 عن عبد الله بن أبي بكر أن أبا طلحة كان يصلي في حائطه، وأورده ابن عبد البر في تجريد التمهيد 87، ونقل السيوطي في تنوير الحوالك 1/ 120 عن ابن عبد البر قوله: هذا الحديث لا أعلمه مروياً من غير هذا الوجه وهو منقطع، وكذا نقل الزرقاني عنه ذلك في شرحه للموطأ 1/ 203.
درجة الحديث: ضعيف لانقطاعه كما قال ابن عبد البر لأن عبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك أبا طلحة فقد مات سنة 135 هـ وعمره 70 ت ت 5/ 164، وأبا طلحة مات سنة 34.
[5] هذا الأثر أورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 309 وعزاه لابن المنذر فقال: أخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج، رضي الله عنه، عن ابن عباس، رضي لله عنهما، في قوله. حب الخير قال: المال، وفي قوله: ردوها علي، قال: الخيل فطفق مسحاً قال: عقر بالسيف. وابن جريج هنا هو عبد العزيز بن جريج المكي، مولى قريش، ليّن، قال العجلي. لم يسمع من عائشة وأخطأ خصيف فصرح بسماعه، من =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست