responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 195
يستنبطونه من أصول الشريعة وينتزعونه من أغراضها، فلما جاءت الرؤيا بنظم الأذان وسرده أمر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، به بكونه أصوب الآراء لما فيه من الخروج عن التشبه بأهل الكتاب والمجوس، ولما فيه من ذكر الله تعالى، ولأنه معنى اختصت به هذه الأمة لم يكن لأحد من الأمم قبلها ولله الحمد على ذلك كثيراً.
حديث: "إِذَا نُوديَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَان" [1] إلى آخره يحتمل الحقيقة والمجاز. أما الحقيقة فليس يستحيل أن يكون للشيطان حصاص وهو الضراط لما بيَّنَّاه من قبل وذكرنا إنه جسم من الأجسام مؤتلف من طعام وشراب، وفي الحديث [2] إِنَّ الشَّيْطَانَ حَسَّاسٌ ([3]

[1] الحديث متفق عليه.
أخرجه البخاري في كتاب الآذان باب فضل التأذين 1/ 158، ومسلم في كتاب الصلاة باب الأذان وهرب الشيطان عند سماعه 1/ 291، والموطّأ 1/ 69، وابو داود 1/ 355، والنسائي 2/ 21، كلهم من رواية أبي هُريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال. إِذَا نُوديَ للصلاةِ أَدْبرَ الشَّيْطَان لهُ صُرَاطُ حتى لاَ يَسْمع التَّأذِين فإذا قُضيَ التَّأذِينُ أَقْبَلَ ..
[2] رواه أبو داود 4/ 188 من طريق زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ نامَ وَفِي يَدِهِ غمْرٌ ولَمْ يَغْسُلْهُ فأَصَابَهُ شَيْءٌ فلا يَلُومنَّ إلا نَفْسَهُ" وابن ماجه من طريق عبد العزير بن المختار عن سهيل به 2/ 1096 وابن حبان من طريق خالد ابن عبد الله عن سهيل أيضاً، والبغوي في شرح السنة 11/ 317 وحسنه.
ورواه الترمذي من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هُرَيْرَة وقال: قال أبو عيسى: غريب من هذا الوجه وقد روي من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة. الترمذي 4/ 289 ورواه الحاكم من نفس الطريق في المستدرك 4/ 119 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه الألفاظ وخالفه الذهبي فقال: قلت: بل موضوع فإن يعقوب كذَّبه أحمد والنسائي.
قلت: يعقوب بن الوليد لم يوثّقه أحد بل قد أتهم، قال الحافط: يعقوب بن الوليد بن عبد الله بن أبي هلال الأزدي، أبو يوسف، أو أبو هلال المدني، نزيل بغداد، كذّبه أحمد وغيره من الثامنة/ ت ق. ت 2/ 227 وانظر ت ت 11/ 397 والميزان 4/ 455 ففد ساق له عدة أحاديث، هذا الحديث من جملتها، وساقه كذلك ابن عدي في الكامل في ترجمته 7/ 2604 كما ترجمه العقيلي في الضعفاء 4/ 448 وقال المنذري بعد حكايته تحسين البغوي له قال: وهو كما قال رحمه الله فإن سهيل بن أبي صالح، وإن كان تكلم فيه، فقد روى له مسلم في الصحيح احتجاجاً واستشهاداً، وروى له البخاري مقروناً وقال السلمي: سألت الدارقطني لِمَ ترك البخاري سهيلاً في الصحيح؟ فقال: لا أعرف له عذراً، وبالجملة فالكلام فيه يطول والحديث حسن. الترغيب والترهيب 3/ 152 - 154.
درجة الحديث: حسّنه البغويِ والمنذري وصححه ابن حبان، وقال الحافظ في الفتح: 11/ 512 سنده صحيح على شرط مسلم.
[3] أي شديد الحس والإدراك. النهاية 1/ 384 ت.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست