responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 166
................. والتابعين [1] واختار أبو حنيفة [2] أن الآية كناية عن الجماع حتى روي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال: إِنَّ الله حَييُّ كَرِيمٌ يعْفو ويكنّى باللمس عن الجماع [3] وليس إلى ذلك حاجة تدعو، ولا ضرورة توجبه، وإنما يعدل عن التصريح إلى الكناية بدليل يقتضي ذلك، فأما مطلق القول وصريح اللغة فيقتضي ما أشرنا إليه من ظاهر اللمس وبذلك قال مالك، رضي الله عنه، وهو شيخ من شيوخنا (قُبْلَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَجَسُّهَا بِيَدِهِ مِنَ المُلاَمَسَةِ" [4].

المُبَاشَرَةِ وَمِنَ اللَّمْسِ بِيَدِهِ ومنَ القُبْلَةِ إِذَا قَبَّلَ امْرَأَتَهُ، وكان يقول في هذه الاية: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} قال: هو الغمز. المصنف لعبد الرزاق: 1/ 133، وأعلّه الهيثمي بأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. مجمِع الزوائد: 1/ 247، وكذا قال ابن عبد البر في الاستذكار: 1/ 320، ورواه مالك في الموطأ بلاغاً: 1/ 44.
أقول: أثر ابن مسعود فيه انقطاع؛ فقد قال الحافظ أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود مشهور بكنيته، والأشهر أن لا اسم له غيرها، ويقال اسمه عامر، كوفي ثقة من كبار الثالثة والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه، مات بعد سنة 80/ ع ت 2/ 448، وانظر ت ت 5/ 75، والكاشف: 2/ 56.
ورواه البيهقي من طريقين، من الطريق المتقدم ومن طريق مخارق عن طارق ابن شهاب أن عبد الله بن مسعود قال في قوله تعالى. {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} قالا: معناه ما دون الجماع. السنن الكبرى: 1/ 124، وهذا الطريق صححه شعيب الأرناؤوطي في تعليقه على شرح السنة: 1/ 345.
[1] نقله ابن عبد البر عن عبيدة وعامر الشعبي وسفيان وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي ومكحول وابن شهاب وربيعة بن عبد الرحمن ومالك. الاستذكار: 1/ 322، وحكاه البغوي في شرح السنة: 1/ 345 عن الأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال ابن رشد: والذي أعتقده أن اللمس وإن كانت دلالته علي المعنيين (يعني الجماع أو اللمس باليد) بالسواء أو قريباً من السواء إنه أظهر عندي في الجماع وإن كان مجازاً لأن الله تعالى قد كنَّى بالمباشرة واللمس عن الجماع وهما في معنى اللمس. بداية المجتهد: 1/ 29 وكذا قال الطبرى في التفسير: 8/ 396 بعد حكايته القولين: الصواب قول من قال عني بقوله: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}. الجماع دون غيره من معاني اللمس.
[2] انظر البناية في شرح الهداية: 1/ 244.
[3] عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عبيد بن عمير وسعيد ابن جرير وعطاء ابن أبي رباح أختلفوا في الملامسة .. مصنّف عبد الرزاق: 1/ 134 والسنن الكبرى: 1/ 125 وابن جرير في تفسيره: 8/ 389.
درجة الحديث. حسن من خلال إسناد ابن جرير.
[4] الموطَّأ 1/ 43، والشافعي في الأم: 1/ 12، والدارقطني في السنن: 1/ 144، وقال صحيح وشرح السنة: 1/ 344، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/ 124، من طريق مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال: قبلة الرجل أمرأته.
درجة الحديث: صححه الدارقطني.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست