responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1161
شغلٍ فالله تعالى أولى به، وإذا ارتفع العذرُ تعيَّن الرجُوع إلى الأهل لحقهم فإذا رجع إليهم فلا يدخُل إليهم إلا كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم - فليُطرقهن ولو بحجر [1]. خرَّجه الدارقطني.
ومن الرفق في السفرِ، الرفق بالأجير وَالرفق بالمملوك، وقد بوَّب مالك رضي الله عنه على الرفق بالمملوك وأدخلَ حديث أبي هريرة للمملوك طعامه وشرابه [2] وفي الصحيح حديثان حسنانِ [3]. أما أحدُهما فقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إخوانكم خولكم ملككم الله رقابهم فأطعموهم مما تأكلون) [4] الحديث. والثاني حديث أبي مسعودٍ قال: كنتُ أضربُ غلامي، فإذا بصوتٍ من خلفي يقول: (إعلم) [5] أبا مسعودٍ، إعلم أبا مسعود، فصَرفت بَصري. فإذا رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأيتُه ألقيتُ السَوط، فقال لي: (الله أقدرُ منك) [6]. وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق يضربُ غلامهُ في السفر، فجعل النبي-صلى الله عليه وسلم - يبتسم ويقول: (أُنظروا إلى هذا المحرم يضرب غلامه) [7]، فوعظَ أبا مسعودٍ بالقدرة لما كان يعلم في قلبهِ من الغلظةِ، ووكل أبا بكرٍ الصديق لما علم في قلبه من الرأفة [8] وما زادهُ على الذكر لأنه محرم، ومن تجرَّد عن المباحِ أولى وأحرى أن يتجرد عن المكروه أو المحذور أو ضرر الغير. خرَّجه أبو داود وغيره.

[1] لم أطلع عليه.
[2] الموطأ 2/ 980 مالك إنه بلغه أن أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل ما لا يطيق) ورواه مسلم في كتاب الإيمان باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس من حديث أبي هريرة موصولًا (1662).
[3] في م صحيحان وهي الأولى.
[4] متفق عليه أخرجه البخاري في الإيمان باب المعاصي من أمر الجاهلية 1/ 4، ومسلم حديث (1661) (38 و 39 و40) من حديث أبي ذر.
[5] ليست في ك وم.
[6] رواه مسلم في كتاب الإيمان باب صحبة المماليك حديث (1659) وأبو داود (5159 و 5160)، والترمذي (1948) قال حسن صحيح.
[7] أبو داود (1818) في الحج من حديث أسماء بنت أبي بكر قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجاجًا حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزلنا ... وكانت زمالة أبي بكر وزمالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدة مع غلام أبي بكر فجلس أبو بكر ينتظر أن يطلع عليه فطلع وليس معه بعيره قال: أين بعيرك؟ قال: أضللته البارحة قال: فقال أبو بكر: بعير واحد تضله قال فطفق يضربه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبسم ويقول: (انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع ...)، ورواه ابن ماجه (2933) وصححه الشيخ ناصر في صحيح ابن ماجه 2/ 158.
[8] في م الرفق.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست