responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1152
ْفتعددت الأحكام من كل جنس إلى بقيته ونظيره لوجود العلة فيه كما حرَّم - صلى الله عليه وسلم - الربا في الأعيان السّتةِ [1] ثم تعدى حكم الربا من الأربعة منها إلى كل جنسٍ من أجناسها حيث وجدت العلة، وقد ثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرَ بقتلهن أيضًا، وقال: (ما سالمناهنَّ منذ حاربناهنَّ) [2] إشارة إلى ما جرى بينها وبين آدم وإبليس، وذلك مذكور في الإسرائيليات فلينظر فيها وهو المراد في أحد التأويلات في قوله تعالى: {اهبطوا منها جميعًا} [3] إشارةً إلى الأربعة آدم، وحواء، والحية، والشيطان [4]. ثم نهى - صلى الله عليه وسلم - عن قتلِ حيات البيوتِ وهي العوامر وفي ذلك علتان أحدهما: قول النبي- صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ بالمدينة جنَّاً أسلموا فما بدا لكم منها فانذروه ثلاثًا، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه) [5]، والثانية: أن

للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم (1199)، وشرح السنة 7/ 266 من حديث ابن عمر عن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: (خمس لا جناح على من قتلهن في الحرم والإحرام الفأرة والعقرب والغراب والحدأة والكلب العقور) لفظ مسلم.
[1] تحريم الربا في هذه الأعيان ورد في حديث عبادة بن الصامت قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن (بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح إلا سواء بسواء عينًا بعين فمن زاد أو ازداد فقد أربي ..) مسلم في القسامة (1587) ,وأبو داود (3349)، والترمذي (1240)، والنسائي (4564)، وابن ماجه (2254)، وفي ألفاظه زيادة ونقص.
[2] أبو داود (5248) وأحمد في المسند 2/ 247 و 432 و520, والطبري في تفسيره 1/ 537، من حديث أبي هريرة وصححه الشيخ أحمد شاكر ورواه أبو داود من حديث ابن عباس (5250).
[3] سورة البقرة (38).
[4] أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قول: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو} قال: آدم وحواء وإبليس والحية، الدر المنثور 1/ 134، وابن جرير 1/ 536.
وقال الحافظ ابن كثير ذكر المفسرون من السلف كالسدي بأسانيده وأبي العالية ووهب بن منبه وغيرهم ههنا أخبارا إسرائيلية في قصة الحية وإبليس وكيف جرى من دخول إبليس إلى الجنة ووسوسته. تفسير ابن كثير 1/ 81، وفي هامش المنذري قال يحيى بن أيوب سئل أحمد بن صالح عن تفسير قوله: (ما سالمناهن منذ حاربناهن. متى كانت العداوة؟ قال: حين خرج آدم من الجنة قال الله العظيم {اهبطوا منها جميعًا بعضكم لبعض عدو} البقرة آية (38) قال هم قالوا آدم وحواء وإبليس والحية قال: والذي صح أنهم الثلاثة فقط بإسقاط الحية. تهذيب السنن 8/ 104.
[5] رواه مالك في الموطأ 2/ 976 عن صفي مولى ابن أفلح عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة إنه قال: دخلت على أبي سعيد الخدري فوجدته يصلي فجلست انتظره حتى قضى صلاته فسمعت تحريكًا تحت سرير في بيته فإذا حية فقمت لأقتلها فأشار أبو سعيد الخدري أن اجلس، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال: ألا ترى هذا البيت؟، فقلت: نعم، قال: إنه كان فيه فتى حديث عهد بعرس فخرج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: (خذ سلاحك فإني أخشى عليك بني قريظة)، فانطلق الفتى إلى أهله فوجد امرأته قائمة بين البابين فأهوى إليها بالرمح ليطعنها وأدركته غيرة فقالت: لا تعجل حتى تدخل وتنظر ما =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست