responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1148
أدري أهي الضبّ أم لا) [1] وأما قوله في حديث خالدٍ فقال لخالد وعبد الله بن عباس: (كُلا) فقالا: أوَلا تأكل أنت يا رسولَ الله؟ فقال: (إني تحضرني من الله حاضرة) [2] فيحتمل أن تكون مع الضباب والبيض رائحة متكرهة فيكون منِ بابِ أكل البصل والثوم، وأما أن يريد أن الملك ينزل بالوحي علىَّ ولا يصلح لمن كان في هذه المرتبة ارتكاب المشتبهات [3].

باب الشؤم
هي نوع من الطيرة التي تقدم شرحنا لها وهذه المعاني المكروهة ليس بممتنع أن يخلقها الله تعالى في الطائر المار والبهيمة السانحةِ والبارحة [4] وفي الثوب أو الدار أو المرأة أو الفرس وقد قيل للنبي- صلى الله عليه وسلم - في دار مكمل بن عوف أخي عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكنَّاها والعدد كثير والمال وافر، فقلَّ العدد وذهب المال فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -:

[1] مسلم من حديث أبي الزبير إنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضب فأبى أن يأكل منه وقال: (لا أدري لعله من القرون التي مسخت) (1949) وفي حديث أبي سعيد بعده (1951) قال: (إن الله لعن أو غضب على سبط من بني إسرئيل فمسخهم دواب يدبون على الأرض فلا أدري لعل هذا منها فلست آكلها ولا أنهى عنها).
قال الطبري: ليس في الحديث الجزم بأن الضب مما مسخ وإنما خشي أن يكون منهم فتوقف عنه وإنما قال ذلك قبل أن يعلم الله تعالى نبيه أن الممسوخ لا ينسل وبهذا أجاب الطحاوي ثم أخرج عن ابن مسعود قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القردة والخنازير أهي مما مسخ قال: (إنه الله لم يهلك قومًا أو يمسخ قومًا فيجعل لهم نسلاً ولا عاقبة) وأصل الحديث في صحيح مسلم وكأنه لم يحضره. فتح الباري 9/ 666.
[2] هذه رواية الموطأ 2/ 967 وهي مرسلة من رواية سليمان بن يسار قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة بنت الحارث فإذا بضباب فيها بيض ومعه عبد الله بن عباس ... قال الزرقاني: هذا مرسل وقد رواه بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن ميمونة. شرح الزرقاني 4/ 369.
[3] قال المازري في قوله: (فإني يحضرني من الله حاضرة) يعني الملائكة وكأن للحم الضب ريحًا فترك أكله لأجل ريحه كما ترك كل الثوم مع كونه حلالًا. فتح الباري 9/ 665.
[4] قال الحافظ: أصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فأن الطير طار يمنة تيمن به واستمر وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه بالسانح بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة والبارح بموحده وآخره مهملة فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه وليس في شيء من سنوح الطير ويروحها ما يقتضي ما اعتقدوه. فتح الباري 10/ 212.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست