responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1142
فإنه يكره رَوى أبو داود وغيره أن رجلًا جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال: عليك السلام. فقال: (قل سلام عليك فإن عليك السلام تحية الميت) [1] يشير إلى ما وردت به اللغة من قولهم:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ماشاء أن يترحَّما (2)
وكقولهم:
عليك سلام من أميرٍ وباركت .................................... (3)
وكان ابن عمر إذا سلم على يهودي أو نصراني يظنه مسلمًا يستقبله [4] لأنها معاقدة، فإذا انكشف له الغطاء طلب حل العقدِ ولم ير مالك رضي الله عنه ذلك فإن الألفاظ عنده، والعقود إنما ترتبط بالمقاصد والنيات، ولذلك لو حلفَ على زيدٍ أنه في الدار يظنه ولم يكن فيها لم يحنث ويرى أن اليمينَ لغو غير منعقدة لما فاتَ فيها القصد. وأما حديث أبي واقدٍ الليثي [5] في الثلاثة نفر فإنه كان في غزوة تبوك قال بينا نحنُ في مسير في غزوة تبوك

[1] أبو داود (5209) من حديث أبي تميمة الهُجيمي عن أبي جري الهجيمي قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: عليك السلام يا رسول الله قال: (لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى) ورواه الترمذي (2721 و 2722) وقال حسن صحيح وعزاه المنذري للنسائي. تهذيب السنن 8/ 78، والحاكم في المستدرك 4/ 186، وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وعبد الرزاق في المصنف (19434).
(2) البيت لعبدة بن الطيب يرثي به قيس بن عاصم الصحابى المشهور انظر الإصابة 3/ 252، والنهاية لابن الأثير 2/ 333، والاستيعاب 3/ 1296، وابن سعد في الطبقات 7/ 36 وقد تقدم في الطهور للصلاة.
(3) لفظ البيت: عليك سلام من أمير وباركت. يد الله في ذلك الأديم الممزق. والبيت في الاستيعاب 3/ 1158 وقال ابن عبد البر قالت عائشة: إني لأحسب القائل من الجن وأورده ابن الأثير في النهاية 3/ 393 ولم يعزه، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 144، وابن سعد في الطبقات 3/ 374 وعزاه الخطابي أبي الشماخ حسب نقل المبارك فوري في تحفة الأحوذي 7/ 507، وانظر شرح السنة 5/ 470 والبيان والتبيين للجاحظ 3/ 364.
[4] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن عمر سلم على يهودي لم يعرفه فأخبر فرجع فقال: رد علي سلامي، فقال: قد فعلت. المصنف (19458).
[5] حديث أبي واقد الليثي رواه مالك في الموطأ 2/ 960 ولفظه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل نفر ثلاثة فأقبل اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وذهب واحد فلما وقفا على مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلما فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبًا فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم قأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه).
وأخرجه البخاري في كتاب العلم باب من قعد حيث ينتهي به المجلس 1/ 26، ومسلم في كتاب السلام باب=
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 1142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست