responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 110
"فَيَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَلْتَقِطُ الكُفَّارَ لَقْطَ الطَّائِرِ حَبَّ السُّمْسُمِ" [1] يعني يفصلهم عن الخلق في المعرفة كما يَفصل الطائر حب السمسم من التربة. وليس من شرط الكلام عندنا [2] والعلم في القيام بالجسم إلا الحياة، فأما الهيئة واللسان والبَلَه فليس من شرطه، وليس أيضاً من شرطه وجود الحياة بالجسم وجود بنية ولا بله، وسمعت شيخنا أبا بكر [3] الفِهْرِي يقول بالمسجد الأقصى، أما قوله اشتكت [4] النار إذا قلنا إنه حقيقة فليس يحتاج إلى أكثر من وجود الكلام في الجسم.
وأما قوله: تحاجت الجنة [5] والنارُ فلا بد من وجهد العلم مع الكلام لأن المحاجة

[1] وأورده القرطبي 7/ 13 بلفظ: يخرج عنق من النار له عينان تبصران ولسان ينطق يقول وكلت بكل من جعل مع الله إلهاً آخر، فلهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم يلتقطه، وفي رواية: يخرج عنق من النار فيلتقط الكفار لقط الطائر حب السمسم. وقال: ذكره رزين في كتابه ونقل تصحيح ابن العربي له.
وأخرج التِّرمِذي من حديث أبي هُرَيْرة قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْم القِيَامَة لَهَا عَيْنانِ تَبْصران وأُذُنَانِ تَسَمْعَانِ وَلسَانٌ يَنْطُقُ يَقُولُ إِنِّي وُكِّلْتُ بثَلاَثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مع الله إلهَاً آخَرَ وَبِالمُصِّورِينَ" قال الترمذي: وفي الباب عن أبي سعيد قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح: السنن للترمذي 4/ 703. وقد أخرجه أحمد من رواية أبي هريرة: 2/ 336.
درجة الحديث: صححه الشارح ونقله القرطبي وأقره ويشهد له حديث أبي هريرة الذي قال فيه الترمذي حسن صحيح.
[2] عندنا: يقصد الأشاعرة.
[3] الطَّرْطُوشي 451 - 520 هـ. أبو بكر الفِهْرِيّ محمَّد بن الوليد بن خَلَفْ القرشي الفِهْرِيّ الأندلسي، أبو بكر الطرطوشي، ويقال له ابن أبي رندقة، أديب من فقهاء المالكية الحفّاظ من أهل طرطوش بشرقي الأندلس تفقه ببلاده رحل إلى المشرق.
وفيات الأعيان 1/ 479، الديباج 4/ 242، شجرة النور 1/ 124، نفح الطيب 1/ 368، آداب اللغة 3/ 108، بغية الوعاة 1/ 77، بغية الملتمس 125.
[4] الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب المواقيت باب الإِبراد بالظهر من شدة الحر عن أبي هريرة - البخاري 1/ 142، ومسلم في كتاب المساجد باب استحباب الإِبراد بالظهر من شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة ويناله الحر في طريقه، مسلم 1/ 431 ولفظه: "إذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأبرِدُوا بالصَّلاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرَّ مِنْ فِيحِ جَهَنَّمَ وَاشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا .. ".
[5] الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب التفسير في تفسير سورة (ق) باب قوله: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} 6/ 173، ومسلم في كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون 4/ 2186، والترمذي 4/ 694 كلهم عن أبي هُرَيُرَة وانظر زاد المسلم 1/ 157.
قال القرطبي: يجوز أن يخلق الله ذلك القول فيما شاء من أجزاء الجنة والنار لأنه لا يشترط عقلاً في=
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست