responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري المؤلف : الكرماني، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 64
وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لأَصْحَابِى حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِى كَبْشَةَ، إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِى الأَصْفَرِ. فَمَا زِلْتُ مُوقِناً أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَىَّ الإِسْلاَمَ. وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفًّا عَلَى نَصَارَى الشَّامِ، يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(ما قال) أي من السؤال والجواب. و (الصخب) بفتح الصاد المهملة والخاء المعجمة كالصخب هو اختلاط الأصوات وروي بدله اللجب وهو بمعناه (وأخرجنا) بضم الهمزة وسكون الجيم أي من مجلسه. قوله: (لقد أمر) جواب للقسم المحذوف أي والله لقد أمر وهو بفتح الهمزة وكسر الميم فعلٌ ماضٍ ومعناه عظم وصار أمراً وأصله الكثرة يقال أمر القوم إذا كثر عددهم والأمر الثاني هو فاعله. و (أبو كبشة) رجل من خزاعة كان يعبد الشعري تاركاً لعبادة الأوثان ولم يوافقه أحد من العرب على ذلك فشبهوا النبي صلى الله عليه وسلم به وجعلوه ابناً له لمخالفته إياهم في دينهم كما خالفهم أبو كبشة وقيل أبو كبشة جد النبي صلى الله عليه وسلم من قِبَل أمه وقيل كان أبوه من الرضاعة يدعى أبا كبشة وهو الحارث بن عبد العزى السعدي وقيل أبو كبشة عم والد حليمة مرضعته صلى الله عليه وسلم وإنما قالوه إما لمجرد التشبيه وإما عداوةً وتحقيراً له بنسبته إلى غير نسبه المشهور. وأما (بنو الأصفر) فهم الروم وسموا به لأن جيشاً من الحبشة غلب على ناحيتهم في وقت فوطئ نساءهم فولدن أولاداً صفراً من سواد الحبشة وبياض الروم وقيل نسبوا إلى الأصفر بن الروم بن عيصو بن إسحق بن إبراهيم عليه السلام. و (إنه) بالكسر استئناف تعليلي أي أمر لأنه يخافه وبالفتح لأنه بدل أو بيان لأمر ولفظة (علي) بتشديد الياء. قوله: (الناطور) روي بالطاء المهملة والمعجمة وهو الحافظ للزرع والناظر إليه و (هرقل) هنا مفتوح اللام وهو مجرور عطفاً على إيلياء أي صاحب إيلياء وصاحب هرقل ولفظ الصاحب هنا بالنسبة إلى هرقل حقيقةً وبالنسبة إلى إيلياء مجاز إذ المراد منه الحاكم فيه وإرادة المعنى الحقيقي والمعنى المجازي من لفظ واحد باستعمال واحد جائز عند الشافعي وأما عند غيره فهو مجاز بالنسبة إلى المعنيين باعتبار معنى شامل لهما ومثله يسمى بعموم المجاز وهو منصوب على الاختصاص أي أعني صاحب إيلياء ومرفوع على أنه صفة لابن الناطور ووقع هنا (سقفاً) بضم السين والقاف وتشديد الفاء منصوباً على الحالية ومرفوعاً بأنه خبر مبتدأ محذوف وفي بعض الأصول سقف بصيغة مجهول الماضي من التفعيل أي

اسم الکتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري المؤلف : الكرماني، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست