وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار ويسمى هذا هماً ويفرق بين الهم والعزم وأن هذا العزم يكتب سيئة فإذا عملها كتبت معصية ثانية. فإن قلت فلم أدخل الحرص على القتل وهو صغيرة في سلك القتل وهو كبيرة قلت أدخلهما في سلك واحد في مجرد كونهما في النار فقط وإن تفاوتا صغراً وكبراً وغير ذلك. النووي: فإن قيل أنما سماهما الله تعالى في الآية مؤمنين وسماهما النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث مسلمين حال الالتقاء لا حال القتال وبعده فالجواب دلالة الآية ظاهرة فإن في قوله: تعالى (فأصلحوا بين أخويكم) سماهما الله تعالى أخوين وأمر بالإصلاح بينهما ولأنهما عاصيان قبل القتال وهو من حين سعيا إليه وقصداه. وأما الحديث فمحمول على معنى الآية. قال البخاري رضي الله عنه (باب ظلم دون ظلم) دون أما بمعنى غير يعني أنواع الظلم مختلفة متغايرة وإما بمعنى الأدنى يعني بعضها أشد من بعض في الظلمية وسوء عاقبتها. قوله: (أبو الوليد) يعني هشام بن عبد الملك الطيالسي الباهلي البصري قال أحمد بن عبد الله هو بصري ثبت في الحديث روى عن سبعين امرأة وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود الطيالسي توفي سنة سبع وعشرين ومائتين بالبصرة وأما (شعبة) فقد مر مراراً. قوله: (بشر) هو بالموحدة المكسورة والشين المعجمة أبو محمد بن خالد العسكري المعروف بالفرائضي توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. اعلم أن البخاري قد تحول من إسناد إلى إسناد آخر يعني له طريقان إلى شعبة فالأول الواسطة بينه وبين شعبة رجل واحد والثاني الواسطة بينهما رجلان وفي بعض النسخ كتب قبل وحدثني بشر لفظة ح إشارة إلى التحويل حائلاً بين الإسنادين ومر تحقيقه وقال في الأول حدثنا إذ لم يكن البخاري منفرداً به عند تحديثه وفي الثاني حدثني إذ كان منفرداً عنده. قوله: (محمد بن جعفر) هو أبو عبد الله محمد الهزلي البصري المعروف بغندر بضم الغين المعجمة والنون الساكنة والدال المهملة المفتوحة هو المشهور وحكى الجوهري ضمها والغندرة التشغيب وأهل الحجاز يسمون المشغب غندرا وسبب تسميته به أن ابن جريج قدم البصرة فاجتمع الناس عليه فحدث بحديث عن الحسن وأنكر الناس عليه وكان محمد يكثر الشغب عليه فقال اسكت يا غندر وجالس شعبة عشرين سنة وكان شعبة زوج أمه توفي بالبصرة سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وتسعين ومائة. قوله: (سليمان) هو الإمام أبو محمد بن مهران الأسدي الكاهلي الكوفي التابعي الأعمش رأى بعض الصحابة ولم يثبت له منهم سماع قال يحيى القطان كان
اسم الکتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري المؤلف : الكرماني، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 144