responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المسالك في شرح موطأ مالك المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 383
قال الإمام الحافظ -رضي الله عنه [1] -: يروي هذا الحديث حَفْصُ بنُ مَيْسَرَةَ، عن زَيْدٍ، عنِ الأعْرَجِ، وبُسْرٍ، وأبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ [2]، فجعلَ مكانَ عطاءٍ أبا صالح، والحديثُ صحيحٌ [3].
قولُ الرَّسولِ - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "مَن أَدْرَكَ رَكْعَةً" الحديث، اختلَفَ العلماءُ في هذا الحديث على خمسة أقوال ([4]):
القولُ الأوّل: قال بعضُ علمائنا في تأويل هذا الحديث، معناه: من أدرك من الصّلاة شيئًا فقد أدرك فَضْلَ الجماعةِ، واستدلُّوا على ذلك: بأنّ السّاعي إلى الصّلاة ومنتظرها في صلاةٍ. وبما رُوِيَ عن أبي هريرة [5]؛ أنّه قال: إذا انتهى الرَّجُلُ إلى القوم وهم قعودٌ في آخر صلاتهم، فقد دخل في التَّضعِيفِ [6]. وقال عطاء: إذا خرج الرَّجلُ من بيته وهو ينويهم [7]، فقد دخل في التَّضْعيفِ أيضًا.
القولُ الثاني - قيل [8]: من أدرك التَّشهُّدَ فقد أدرك فضلها، قالوا: والفضائلُ لا تُدْرَكُ بقياسٍ.
القولُ الثالثُ - قال آخرون: معنى هذا الحديث: أنّ من أدركَ ركعةً من الصّلاةِ هو مُدْرِكٌ لحُكمِها كلِّها، وهو كمن أدركَ جميعها فيما يفوته من سهو الإمام وسجوده لسهوه.
القولُ الرابعُ: قال الشيخ أبو عمر - رضي الله عنه [9] -: "معنى هذا الحديث يقتضي

[1] هذه الفقرة مقتبسة من الاستذكار: 1/ 55 (ط. القاهرة).
[2] رواه ابن عبد البرّ في التمهيد: 3/ 272 - 273، والطيالسي (2503) وابن حبان (1484).
[3] الّذي في الاستذكار: "وهو إسناد مُجْمَعٌ على صحّته".
[4] هذه الأقوال مقتبسة من شرح ابن بطّال على البخاري: 2/ 203 - 204
[5] رواه ابن أبي شيبة (4146).
[6] أسقط المؤلِّف أو الناسخ عبارة: "وإذا انتهى إليهم قد سَلَّمَ الإمام ولم يتفرّقوا فقد دخل في التضعيف" ونظنّ أنّ هذا السّقط حدث بسبب انتقال النّظر.
[7] تتمة الكلام كما في المصنف: "فأدركهم أو لم يدركهم".
[8] القائلان بهذا هما أبو وائل وشريك، كما في شرح ابن بطّال.
[9] بنحوه في الاستذكار: 1/ 59 (ط. القاهرة)، وانظر التمهيد: 3/ 286
اسم الکتاب : المسالك في شرح موطأ مالك المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست