اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 382
وقال آخر: لا تبسط لسانك فيفسد عليك شأنك.
وقال ابن المبارك: احفظ لسانك إن اللسان سريع إلى المرء في قتله، وإن اللسان دليل الفؤاد يدل الرجال على عقله.
وقال آخر:
لسان المرء ليث في كمين ... إذا خلى عليه له إغارة
فصنه عن الخنا بلجام صمت ... يكن لك من بليته ستارة
وقال آخر:
احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يلدعنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ... قد كانت تهاب لقاءه الشجعان
لطيفة: ذكر ابن الجوزي أبو نعيم عن الشعبي أنه قال: مرض الأسد فعادته السباع خلا الثعلب، فنم عليه الذئب وقال له: إن جميع السباع عادوك إلا الثعلب فقال: إذا حضر فأعلمني، فلما حضر عليه فعاتبه في ذلك فقال: كنت في طلب الدواء لك، قال: أي شيء أصبت؟ فقال: خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج فضرب الأسد مخالبه في ساق الذئب فمر به الذئب بعد ذلك ودمه يسيل فقال له الثعلب: يا صاحب الخف الأحمر إذا قعدت عند الملوك فانظر إلى ما يخرج من رأسك.
قال أبو نعيم: يقصد الشعبي من هذا سوي ضرب المثل تعليم للعقلاء وتنبيه الناس وتأكيد الوصية في حفظ اللسان في تهذيب الأخلاق والأدب بكل طريق، وفي ذلك قيل:
احفظ لسانك لا تقل فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق
قال الإمام حجة الإسلام الغزالي: أنت أيها المتكلم لا يخلوا إما أن تتكلم بكلام حرام كالغيبة، أو مباح من فضول الكلام الذي لا يعنيك، فإن تكلمت بكلام حرام كأن وقعت بين المسلمين ففيه عذاب الله تعالى الذي لا طاقة لك به، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليلة أسري بي نظرت في النار قوماً يأكلون الجيف، قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس» [1] . [1] أخرجه أحمد في مسنده (1/257، رقم 2324) ، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (9/550، رقم 544) عن ابن عباس - رضي الله عنه -.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/92) : رواه أحمد وفيه قابوس وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 382