responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 329
وقال السبكي: لو أقام الإنسان عمره لم يخطر بباله مسألة المتفضل بين الملائكة والأنبياء لم يسأله الله عن ذلك، وسنذكر الأدلة من الطرفين في محله أن شاء الله تعالى.
وقد قدمنا أن إبراهيم - عليه السلام - عاش مائة سنة على خلاف في ذلك.
فائدة أخرى: أفاد البغوي في تفسير قوله تعالى ?يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ ... ? [آل عمران: 65] الآية، أنه كان بين إبراهيم وموسى ألف سنة، وبين موسى وعيسى ألف سنة صلى الله عليهم وسلم.
ويشكل على اتفاق العلماء على أن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل المخلوقات ما ورد في الصحيح: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا خير البرية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ذاك إبراهيم - عليه السلام -» [1] .
فإن هذا الحديث يدل على أن نبينا إبراهيم أفضل من نبينا ومن سائر الأنبياء.
وأجاب النووي عنه بوجهين الأول: أنه قال تواضعاً وأدباً، الثاني: أنه قال ذلك قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم فلما علم أخبر به.
خاتمة: لما أراد الله تعالى قبض روح إبراهيم أرسل إليه ملك الموت في صورة رجل هرم، وكان إبراهيم لا يأكل إلا مع الضيف، فبينما هو جالس يأكل مع الضيف، فإذا هو بشيخ يمشي في الخلوة فبعث إليه حماراً فركبه حتى وصل، فأجلسه على الطعام وقال له: كل، والملائكة لا يأكلون ولا يشربون، فجعل الشيخ يريد يأخذ اللقمة حتى يجعلها في فيه فيدخلها في عينه ومرة في أذنه ثم يدخلها، وكان إبراهيم سأل أن لا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت فقال إبراهيم حين رأى حاله: ما بالك يا شيخ تصنع هكذا؟ قال الشيخ: من الكبر، فقال له: إبراهيم ابن كم أنت؟ فأخبره،

[1] أخرجه أبو داود (4/218، رقم 4672) ، والترمذي في سننه (5/446، رقم 3352) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى (6/520، رقم 11692) ، وأحمد في مسنده (3/184، رقم 12930) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/315) ، والطبراني في المعجم الأوسط (2/100، رقم 1382) ، والخلال في السنة (1/192، رقم 207) .
قال الخلال عقب هذا الحديث: قد روي غير هذا أنه قال: «أنا أول من تنشق عنه الأرض» وقال الله عز وجل: ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ? [آل عمران: 110] وذهب فيه إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أراد التواضع به.
قلت: ومراد الخلال أن يشير بذكر الآية أنه إذا كانت الأمة خير أمة أخرجت فنبي الأمة خير الأمم التي خلقها الله.
اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست