اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 219
أصابته من بيننا غشية ... فها هو ما إن يبين الكلام
فقالت لهم أنتم بالذي ... تقولون أحرى برب الأنام
فخلوا حبيبي وسيروا فما ... يؤثر فيه عندي الملام
فضمته شوقاً إلى صدرها ... وقالت محمد ماذا الهيام
فقال لها جاءني آنفاً ... من الله جبريل يقرئ السلام
علي ويخبرني أنني ... رسول الإله لهذا الأنام
ألا فأسلمي تسلمي من لظى ... فإنك أولى بهذا المقام
فقالت له إنني قد شهدت ... بأن الإله قديم الدوام
وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يسمع شيئاً يكرهه من رد عليه أو تكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بخديجة إذا رجع إليها، فثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس.
جاء في رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: خرجت أي: من الغار حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد أنت رسول الله، وأنا جبريل فرفعت رأسي فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء، فلا أنظر في ناحية إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفاً ما تقدم أمامي ولا أرجع ورائي، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ثم انصرف عني وانصرفت إلى أهلي، فقالت خديجة: يا أبا القاسم أين كنت؟ فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك، فحدثتها بالذي رأيت فقالت: أبشر واثبت فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة [1] .
وقولها «فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة [2] » . [1] هذه رواية ابن إسحاق فى السيرة (2/100، رقم 140) .
وأخرجه الطبري فى التاريخ (1/532) ، وابن عساكر فى التاريخ (63/12) ، والفاكهي فى أخبار مكة (4/86، رقم 2420) جميعاً من طريق ابن إسحاق.
وأورده ابن كثير فى البداية والنهاية (3/11) بقوله: «وقال ابن اسحاق: حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي وكان داعية عن بعض أهل العلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أراد الله كرامته … فذكره» .
وانظر السيرة النبوية (2/69) ، والسيرة الحلبية (1/385) ، والإكتفاء للكلاعى (1/202) . [2] قال ابن حجر في الفتح (1/76) : قوله: «فانطلقت به» أي مضت معه، فالباء للمصاحبة. وورقة بفتح الراء. وقوله: «ابن عم خديجة» هو بنصب ابن ويكتب بالألف، وهو بدل من ورقة أو صفة أو بيان، ولا يجوز جره فإنه يصير صفة لعبد العزى، وليس كذلك، ولا كتبه بغير ألف لأنه لم يقع بين علمين.
قوله: «تنصر» أي: صار نصرانياً، وكان قد خرج هو وزيد بن عمرو بن نفيل، لما كرها عبادة الأوثان إلى الشام وغيرها يسألون عن الدين، فأما ورقة فأعجبه دين النصرانية فتنصر، وكان لقي من بقي من الرهبان على دين عيسى ولم يبدل، ولهذا أخبر بشأن النبي - صلى الله عليه وسلم - والبشارة به، إلى غير ذلك مما أفسده أهل التبديل.
اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 219