responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 203
ذهب غيظ رسولك لم أعد أذكرها بسوء، ثم قال: «صدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد إذ حرمني أولاد النساء» [1] .
وفي رواية: فذكرها يوماً فقلت: يا رسول الله هل كانت إلا عجوز قد أخلفك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: «لا والله ما أخلف الله لي خيراً منها» فقلت في نفسي: لا أذكرها بسوء أبداً [2] .
هي أم أولاده كلهم خلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية ولم يتزوج غيرها قبلها ولا عليها حتى ماتت، فقامت معه أربعاً وعشرين سنة وأشهراً، توفت قبل الهجرة بثلاث سنين على الأصح، وقيل: بخمس، وقيل: بأربع، وكانت وفاتها بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام عن خمس وستين سنة، ودفنت بالحجون، ونزل النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبرها.
وكان يسمى العام الذي ماتت فيه هي وعمه عام الحزن، فطمعت قريش بموتها في النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالغوا في آذاه وتزوجت قبل، النبي - صلى الله عليه وسلم - برجلين أولهما: عتيق بن عابد، ثم تزوجها أبو هالة (3)
، فولدت منه هاله والظاهر وهند، فعاش هند (4)
وأدرك الإسلام

[1] أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة (ص 32، رقم 19) ، والطبرانى في المعجم الكبير (23/13، رقم 21) .
قال الهيثمى (9/224) : رواه الطبراني وأسانيده حسنة.
[2] أخرجه أبو عمر ابن عبد البر في الإستيعاب (4/1824) . وأورده الحافظ في الإصابة (7/604) وعزاه إلى أبي عمر.
(3) للمحب الطبري كلاماً طيباً في هذه المسألة نذكره ونوثقه إتماماً للفائدة فنقول:
قال محب الدين الطبري في السمط الثمين (ص 11) : قال ابن شهاب: «تزوجت خديجة قبل النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلين، الأول منهما: عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم فولدت له حارثة، ثم خلف عليها بعده أبو هالة التيمى، وهو من بني أسيد بن عمير فولدت له رجلاً» .
قلت: رواه عن الزهري ابن عساكر في التاريخ (3/174) ، والطبراني في الكبير (22/445، رقم 1087) .
وأخرج ابن عساكر نحوه (3/69) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه.
وقال المحب الطبري: قال ابن إسحاق: «تزوجت وهي بكر: عتيق بن عابد ثم هلك عنها فتزوجها: أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة أحد بني عمر بن تيم، حليف بني عبد الدار فولدت له رجلاً وامرأة ثم هلك عنها فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» .
قلت: أخرج ذلك الدولابي في الذرية الطاهرة (ص: 25، رقم 4) ، وابن إسحاق في كتاب السيرة المسمى: المبتدأ والمبعث والمغازي (5/229، رقم 340) .
وقال المحب: قال الدارقطنى: «أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة» .
قلت: بين الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (11/63) : أن الدارقطني حكاه في كتاب الأخوة، ونقل عن الزبير بن بكار مثله في الإصابة (6/517، ترجمة: هالة بن هالة بن أبي هالة التميمي برقم 8919) .
وقال المحب الطبري: وعن قتادة قال: «أبو هالة هند بن زرارة بن النباش فولدت له هند بن هند» .
قلت: أورد قول قتادة هذا الحافظ في الإصابة (6/557، ترجمة: هند بن أبي هالة التميمي برقم 9013) .
وقال المحب الطبري: وروى عن ابن شهاب: «أنها تزوجت أولاً أبو هالة ثم عتيق، ذكره الدولابي، وأبو عمر وصحح أبو عمر قول ابن شهاب الثاني» ولم يذكر ابن قتيبة غير الأول.
قلت: وقول ابن شهاب أخرجه الدولابي (ص 26، رقم 7) قال: كانت خديجة قبل النبي تحت أبي هالة أخي بني تميم وكانت بعد أبي هالة عند عتيق بن عابد المخزومي ثم تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله «صحح أبو عمر قول ابن شهاب الثاني» وهو قوله: بأنها تزوجت أولاً بأبي هالة، وقد سبق قوله: بأنها تزوجت أولاً بعتيق بن عابد.
ورجح زواجها بأبي هالة أولاً ابن عبد البر في الإستيعاب (4/1817، ترجمة: خديجة بنت خويلد برقم 2311) .
(4) قال أبو عمر بن عبد البر في الإستيعاب (4/1545) كان - رضي الله عنه - وصافاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد شرح أبو عبيدة وابن قتيبة وصفه ذلك لما فيه من الفصاحة وفوائد اللغة. وقول أبو عمر حكاه عنه الدارقطني في كتاب الأخوة. انظر: الإصابة (6/557) .
قال المزي في تهذيب الكمال (30/315) : وحديثه من أحسن ما روي في وصف حلية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي إسناد حديثه بعض من لا يعرف، وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود وذكر حديث ابن أبي هالة فقال: أخشى أن يكون موضوعاً. انتهى. قلت: قد أجاب أبو حاتم الرازى عن ذلك فيما نقله الحافظ في تهذيب التهذيب (11/63) فقال: قال أبو حاتم الرازي: روى عنه قوم مجهولون فما ذنب هند حتى أدخله البخاري في الضعفاء. انظر: الكامل في ضعفاء الرجال (7/134، ترجمة 2050 هند بن أبي هالة) ونقل عن البخارى قوله: هند بن أبي هالة روى عنه الحسن بن علي بن أبي طالب يتكلم في حديثه.
وأما عن حديثه في صفة النبى - صلى الله عليه وسلم - فيقول الحافظ ابن حجر في الإصابة (6/557) روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه الحسن بن علي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه الترمذي والبغوي والطبراني وغيرهم من طرق عن الحسن بن علي، ووقع لنا بعلو في مشيخه أبي علي بن شاذان من طريق أهل البيت، وأخرجه البغوي أيضاً وأخرجه ابن منده من طريق يعقوب التيمي عن ابن عباس أنه قال لهند بن أبي هالة صف لي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: فحديثه في صفة النبى - صلى الله عليه وسلم - يروى من طريق الحسن وابن عباس كما قال الحافظ، فالحديث عند الترمذى في الشمائل المحمدية (ص، رقم 8) .
ورواه في موضع آخر (ص 184، رقم 226) مختصراً.
ورواه في موضع ثالث (ص 276، رقم 337) ولفظه أطول وجميعها من طريق الحسن بن على.
ورواه من طريقه أيضاً: الطبرانى في المعجم الكبير (22/155، رقم 414) .
قال الهيثمى في المجمع (8/278) : فيه من لم يسم.
ورواه البيهقى في شعب الإيمان (2/154، رقم1430) ، وابن عدى في الكامل (7/134) ، وابن حبان في الثقات (2/145) في باب ذكر وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابن سعد في الطبقات الكبرى (1/422) .
وأما حديث هند من طريق يعقوب التيمي عن ابن عباس فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/437، رقم 1231) ، والبغوي وابن منده كما قال الحافظ. انظر: الإصابة (6/557) .
اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست