اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 171
والحكمة في ذلك ليختبر صبره ويحسن تأديبه، لاحتمال ما يكلف به من أعباء النبوة.
وهذا الصوت هو كصوت الجرس يحتمل أن يكون صوت جبريل بالوحي أو أن يكون صوت أجنحته.
و «الجرس» بفتح الراء والسين والعامة «جرص» بالصاد.
فإن قيل: كيف شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - صوت جبريل بصوت الجرس مع أن صوت جبريل محمود وصوت الجرس مذموم منهي عنه، فقد روينا في صحيح مسلم «إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها كلب أو جرس» [1] ، وفيه «الجرس مزامير الشيطان» (2)
، والمحمود لا يشبه المذموم، ويلزم منه أن يفعل الملك من مثله الملائكة؟
فالجواب: أن المقصود تشبيه صوت شديد بصورة شديد على وجه خاص ولا يلزم في التشبيه تساوي المشبه والمشبه به في الصفات كلها، بل يكفي اشتراكها في صفة ما.
والحاصل: أن صوت الجرس له جهتان جهة قوة وجهة طرب، فمن حيث القوة وقع التشبيه، ومن حيث الطرب وقع النهي عنه والتنفير منه، وعلل بكونه مزمار الشيطان.
فإن قيل: لأي شيء كانت هذه الحالة أشد الحالات عليه وأصعبها؟ [1] أخرجه مسلم في صحيحه (3/1672، رقم 2113) عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس» .
والحديث رواه أيضاً: الترمذي في سننه (4/207، رقم 1703) ، قال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة وهذا حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى (5/251، رقم 8810) ، واحمد في مسنده (2/262، رقم 7556) ، وابن خزيمة في صحيحه (4/146، رقم 2553) ، وابن حبان في صحيحه (10/554، رقم 4703) ، وإسحاق بن راهويه في مسنده (1/302، رقم 280) ، وابن أبي شيبة في المصنف (6/424، رقم 32592) والبغوي في الجعديات (1/391، رقم 2670) ، والدارمي في سننه (2/374، رقم 2676) ، والديلمي في الفردوس (5/75، رقم 7500) .
(2) أخرجه مسلم في صحيحه (3/1672، رقم 2114) عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضاً: أحمد في مسنده (2/372، رقم 8838) ، وأبو يعلى في مسنده (11/398، رقم 6519) ، والبيهقي في سننه الكبرى (5/253، رقم 10106) .
اسم الکتاب : شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية المؤلف : السفيري، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 171