responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 679
219 - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه في الدين)). رواه الترمذي. [219]
220 - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)). رواه الترمذي، والدارمي. [220]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل: هو طلب علم التوحيد بالنظر والاستدلال، أو النقل. وقيل: هو طلب علم الباطن، وهو وما يزداد به العبد يقيناً، وهو الذي يكتسب بصحبة الصالحين، والزهاد المقربين، فهم وراث علم النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث السابع عن أبي هريرة: قوله: ((حسن سمت)) ((فا)): هو أخذ النهج ولزوم المحجة، وأنشد الأصمعي:
خواضع بالركبان خوضاً عيونها وهن إلى البيت العتيق سوامت
ثم قيل لكل طريقة ينتجها الإنسان في تحري الخير والتزيي بزي الصالحين. ((تو)): حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب، ثم ظهر على اللسان، فأفاد العلم، وأورث الخشية والتقوى، فأما ما يتدارس ليتعزز به فإنه بمعزل من الرتبة العظمى؛ لأن الفقه تعلق بلسانه دون قلبه.
أقول: قوله: ((خصلتان لا تجتمعان)) ليس المراد أن واحداً منها قد يحصل في المنافق دون الأخرى، بل هو تحريض للمؤمنين على اتصافهم بهما معاً، والاجتناب عن أضدادهما، فإن المنافق من يكون عارياً منهما، وهو من باب التغليظ، ونحوه قوله تعالى: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكوة} وليس من المشركين من يزكى، لكن حث للمؤمنين على الأداء، وتخويف من المنع حيث جعله من أوصاف المشركين. و ((حسن)) عطف ((ولا فقه)) على ((حسن سمت)) وهو مثبت؛ لأنه في سياق النفي.
الحديث الثامن عن أنس: قوله: ((في سبيل الله)) ((مظ)): وجه مشابهة طلب العلم بالمجاهدة في سبيل الله أنه إحياء الدين، وإذلال الشيطان، وإتعاب النفس، وكسر الهوى واللذة.
أقول: ويؤيده قوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} الآية، حض المؤمنين على التفقه في الدين، وأمرهم بأن ينفر من كل منهم طائفة إلى الجهاد، ويبقى طائفة يتفقهون، حتى لا ينقطعوا عن التفقه الذي هو الجهاد الأكبر، وفي قوله ((حتى يرجع)) إشارة إلى أنه بعد الرجوع وإنذار القوم له درجة أعلى من تلك الدرجة؛ لأنه حينئذ وارث الأنبياء في تكميل الناقصين.

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 679
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست