responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 677
الحكيم. فحيث وجدها فهو أحق بها)). رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإبراهيم بن الفضل الراوي يضعف في الحديث. [216]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من الذي قالها، كالضالة إذا وجدها صاحبها فإنه أحق بها من غيره، أي كما أن صاحب الضالة لا ينظر إلى خساسة من وجدها عنده، وكذلك الحكيم لا ينظر إلى خساسة من تفوه بالكلمة الحكمة، بل يأخذها منه أخذ صاحب الضالة إياها ممن هي عنده.
والمراد أن الناس متفاوتون في فهم المعاني، واستنباط الحقائق المحتجبة، واستكشاف الأسرار المرموزة، فينبغي أن لا ينكر من قصر فهمه عن إدراك حقائق الآيات ودقائق الأحاديث على من رزق فهما وألهم تحقيقاً، ولا ينازع كما لا ينازع صاحب الضالة في ضالته إذا وجدها. أو كما أن الرجل إذا وجد ضالة في مضيعة فسبيله أن لا يتركها بل يأخذها، ويتفحص عن صاحبها حتى يجده، ويردها عليه، كذلك من سمع كلاماً لم يفهم معناه، أو لا يبلغ كنهه، فعليه أن لا يضيعه، وأن يحمله إلى [من] هو أفقه منه، فلعله يفهم منه ما لا يفهمه، ويستنبط منه مالا يستنبط، أو كما أن صاحب لضالة أخذ ضالته ممن وجدها لا يحل له منع مالكها منها، فإنه أحق بها، كذلك العالم إذا سئل عن معنى ورأى في السائل فطانة واستعداداً لذلك العلم فعليه أن يعلمه إياه، ولا يحل منعه منه.
قيل: وفي هذا الحديث دليل على أنه لا يجوز أن تمنح غير الحكيم الحكمة؛ فإنها ليست بضالته، كما لا يجوز تسليم الضالة إلى غير صاحبها. وأقول: إذا روى ((الكلمة الحكمة)) جعلت الكلمة نفس الحكمة مبالغة، كقولهم: رجل عدل، وإذا روى ((الحكيمة)) يكون من الإسناد المجازي؛ لأن الحكيم قائلها، لقوله تعالى: {يس والقرآن الحكيم}.
((الجوهري)): الضالة ما ضل من البهيمة: [الذكر] والأنثى، وفي إضافتها إلى الحكيم إشارة إلى أن من سمعها وهو غير عارف بها وجب عله أن يعيها، ويتحرى في تأديتها إلى عارفها؛ لأنه أحق بها وأهلها، وكذلك الحكيم يجب عليه أن يسر بها ويغتنمها، ويراعيها حق رعايتها؛ لأنه أهلها وأحق بها. شبه حالة كلمة الحكمة في أن من سمعها ووعاها، ولزم عليه حفظها [وأداؤها] إلى من يستحقها، ثم انتهاز فرصة الحكيم بها- بحالة بهيمة ضائعة وجدها غير صاحبها، ولزم عليه أن يحتفظ بها، ويوصلها إلى صاحبها، ثم فرح صاحبها بنيل ما ضاع عنه. وفي الحديث دليل على وجوب أداء اللفظ بعينه. أما والله! إن هي إلا كلمة حكيمة ضالة [كل] حكيم.

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 677
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست