responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 674
213 - وعن أبي أمامة الباهلي، قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضل العالم على العابد كفضلي على
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتب شيخنا شيخ الإسلام قطب الزمان أبو حفص السهروردي إلى الإمام فخر الدين الرازي مكتوباً فيه: إذا صفت مصادر العلم وموارده من الهوى أمدته كلمات الله التي تنفد البحار دون نفادها، ويبقى العلم على كمال قوته، لا يضعفه تردده في تجاويف [متحرية الأفكار] وبسعيه وبقوته يتلقى [الفهوم] المستقيمة.
وهذه رتبة الراسخين في العلم المتوسمين بصورة العمل، وهم وراث الأنبياء عليهم السلام [كرعياهم] على العلم، وعلمهم على العمل، فتناوب العلم والعمل فيهم، حتى صفت أعمالهم ولطفت، فصارت مسامرات [سرية]، ومحاورات روحية، فتشكلت الأعمال بالعلوم لمكان لطافتها، وتشكلت العلوم بالأعمال لقوة فعلها، وسرايتها إلى الاستعدادات. وفي إتباع الهوى إخلاد إلى الأرض، قال الله تعالى: {ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه}.
وقوله: ((ليستغفر)) مجاز من إرادة استقامة حال المستغفر له، من طهارة النفس، ورفعة المنزلة، ورخاء العيش؛ لن الاستغفار من العقلاء حقيقة، ومن الغير مجاز. والفاء في قوله: ((فمن أخذ)) مسببية، أي من ورث العلم ورث حظاً وافراً. ويجوز أن يكون الضمير في ((فمن أخذه)) يعني اسم الإشارة كما في قول الشاعر:
فيه سواد وبياض وبلق كأنه في الجلد توليع البهق
أي كان ذلك، والمشار إليه جميع المذكورات.
((حس)): عن قتادة باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول. [قال] وعن الثوري قال: وعن الثوري قال: ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم. وعنه أيضاً: ما أعلم اليوم شيئاً أفضل من طلب العلم، قيل له: ليس لهم نية؟ قال: طلبهم له نية. وعن الحسن قال: من طلب العلم يريد ما عند الله كان خيراً له مما طلعت عليه الشمس. وعن ابن وهب قال: كنت عند مالك قاعداً أسأله، فرآني أجمع كتابي لأقوم، قال مالك: أين تريد؟ قال: قلت: أبادر إلى الصلاة، قال: ليس هذا الذي أنت فيه دون ما تذهب إليه إذا صح فيه النية، أو ما أشبه ذلك. وعن الشافعي قال: طلب العلم أفضل من الصلوة النافلة.
الحديث الثاني عن أبي أمامة: قوله: ((كفضلي)) هذا التفضيل موافق للحديث السابق من حيث المبالغة وما به التفضيل؛ فإن المخاطبين بقوله: ((أدناكم)) هم الصحابة رضوان الله عليهم، وقد شبهوا بالنجوم في قوله عليه الصلاة والسلام: ((أصحابي كالنجوم)) الحديث حسنه الإمام

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 674
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست