responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 496
أثرى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مالك يا أبا هريرة؟) فقلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به، فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي. فقال: ارجع. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ياعمر! ماحملك على مافعلت؟) قال: يارسول الله! بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقى يسهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال: (نعم). قال: فلا تفعل، فآني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلهم يعملون. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فخلهم) رواه مسلم.
40 - وعن معاذ بن جبل، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله) رواه أحمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ركبته الديون أي أثقلته، و (إذا) للمفاجأة، بيان لوصوله، أي فنظرت فإذا هو على عقبي. قوله على إثري) فيه لغتان فصيحتان: كسر الهمزة وإسكان الثاء، وفتحها.
قوله (بأبي أنت) الباء في (بأبي) متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعًا، تقديره: أنت مفدى بأبي، وقيل: فعل، وما بعده منصوب، أي فديتك بأبي وأمي، وحذف المقدر تخفيفا لكثرة الإستعمال، وعلم المخاطب به. (مح): في الحديث جواز قول الرجل للآخر: (بأبي أنت وأمي) سواء كان المفدى به مسلما أو كافرا، حيا أو ميتا. وفيه اهتمام الأتباع بحقوق متبوعهم، والاعتناء بتحصيل مصالحه، ودفع المفاسد عنه، وفيه جواز دخول الإنسان ملك غيره بغير إذنه إذا علم أنه يرضى بذلك لمودة بينهما أو غير ذلك، فإن أبا هريرة دخل الحائط، وأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، ولم ينقل أنه أنكر عليه. وهذا غير مختص بدخول الأرض، بل يجوز له الانتفاع بأدواته، وأكل طعامه، والحمل من طعامه إلى بيته، وركوب دابته، ونحو ذلك من التصرف الذي يعلم أنه لا يشق على صاحبه، وعليه جماهير السلف والخلف. قال ابن عبدالبر: وأجمعوا على أنه لا يتجاوز الطعام ونحوه إلى الدراهم والدنانير وأشباههما. ولعل يكون هذا في الدراهم الكثيرة؛ لشك في رضاه بها.
الحديث الخامس عن معاذ (رضي الله عنه): قوله: (مفاتيح الجنة) مبتدأ (وشهادة) خبر، وليس بينهما مطابقة من حيث الجمع والإفراد، فهو من وادي قول الشاعر: ومعي جياعا، جعل الناقة الضامرة من الجوع، كأن كل جزء من املعاء بمنزلة معا واحد من شدة الجوع، وكذلك جعلت الشهادة المستتبعة للأعمال الصالحة التي هي كأسنان المفتيح كل جزء منها بمنزلة مفتاح واحد

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست