responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 474
25_ وعن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعاذ رديفه على الرحل، قال: (يامعاذ!)
قال: لبيك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسعديك. قال. قال: (يا معاذ!) قال: لبيك يا رسول الله
وسعديك قال: (يا معاذ!) قال: لبيك يا رسول وسعديك، _ثلاثا_ قال: قال: (ما
من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدّا رسول الله، صدفا من قلبه إلا حرمه الله
على النار). قال: يا رسول الله! أفلا أخبرُ به الناس فيستبشروا؟ قال: (إذغ يتكلوا).
فأخبر بها معاذ عند موته تأثما. متفق عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول: هذا هو الوجه، وقال الشيخ محيي الدين: حق العباد عليه تعالى جهة المقابلة
والمشاكلة لحقه عليهم، ويجوز أن يكون من نحو قول الرجل لصاحبه: حقك واجب علي، أي
قيامي به متأكد، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام)،
وإنما رواه معاذ مع كونه منهيا لأنه علم أن هذا الإخبار يتغير الأزمان والأحوال، والقوم
يومئذ كانوا حديثي العهد بالإسلام، لم يعتادوا بتكاليفه، فلما استقاموا وتثبتوا أخبرهم به، أو
رواه بعد ورود الأمر بالتبليغ، والوعيد على الكتمان والتضييع. ثم إن معاذا مع جلالة قدره لم
يخف عليه ثواب من نشر علما، ووبال من كتمه ضنا، فرأى التحدث به واجبا، ويؤيده ما ورد
في الحديث الذي يتلوه: (فأخبر به معاذ عند موته).
الحديث الثاني والعشرون عن أنس (رضي الله عنه): قوله: (لبيك) لبيك معناه إجابة لك بعد
إجابة، ومعنى (سعديك) ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة، والتحريم بمعنى المنع، كما في
قوله تعالى: (وحرام على قرية أهلكناها). قوله: (تأثما) مفعول له (نه): أي تجنبا للإثم،
يقال: تأثم فلان إذا فعل فعلا خرج به من الإثم، كما يقال: تحرج إذا فعل ما يخرج به من
الحرج. أقول: الإثم الذي يحرج به كتمان ما أمر الله بتبلغيه حيث قال الله تعالى: (وإذ أخذ
الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه).
فإن قلت: ثبت أنه يتأثم من هذا النص، فكيف لا يتأثم من النهي في قوله (عليه الصلاة
والسلام): (لا تبشرهم)؟ قلت: النهي مقيد بالاتكال، فإذا زال القيد زال المقيد على ما سيأتي
بيانه. قال في الحديث المتقدم: (لا تبشرهم فيتكلوا) وفي هذا الحديث: (أما الأول فمن
ــــــــــــــــــــــــ

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست