responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 466

واتفق العلماء على تحريم اللعن؛ فإن معناه الإبعاد من رحمة الله، ولا يجوز أن يبعد من
رحمة الله من لا يعرف خاتمة أمره معرفة قطعية، مسلما كان أو كافراً، إلا ما علمنا بنص شرعي
أنه مات على الكفر، أو يموت عليه، كأبي جهل، وإبليس. وأما اللعن بالوصف فليس بحرام،
كاللعن للواصلة، والمستوصلة وآكل الربا وكله والمصورين والظالمين والفاسقين والكافرين وغير
ذلك مما إذا لم يظهر له معناه، وفيه تنبيه على أن شهادة رجل على ما بينه
الله تعالى في كتابه في قوله (أن تضل إحدهما فتذكر إحداهما الأخرى). أي أنهن قليلات
الضبط، وأما وصفه ... - صلى الله عليه وسلم - النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم في زمن الحيض، معناه
أن الدين والإيمان والإسلام مشتركة في معنى واحد كما مر، إذا ثبت هذا علمنا أن من كثرت
عبادته زاد إيمانه ودينه، ومن نقصت نقص دينه، ثم نقص الدين قد يكون على وجه يأثم به،
كمن ترك الصلاة والصوم وغيرهما من العبادات الواجبة عليه بلا عذر، وقد يكون على وجه
هو مكلف به كترك الحائض الصلاة والصوم.
فإن قيل: فإذا كانت معذورة فهل تثاب على الصلوات المتروكة في زمن الحيض وإن كانت لا
تقضيها كما يثاب المريض والمسافر، ويكتب له في مرضه وسفره مثل نوافل الصلاة التي كان
يفعلها في صحته وحضره؟ والجواب: أن ظاهر الحديث أنها لا تثاب، والفرق أن المريض
والمسافر كان يفعلها بنية الدوام عليها مع أهليته لها، والحائض ليست كذلك، بل نيتها ترك
الصلاة في زمن الحيض، بل يحرم عليها نية الصلاة زمن الحيض؛ فنظيرها مسافر ومريض
كان يصلي النافلة في وقت، ويترك في وقت، فهذا لا يكتب له في مرضه وسفره في الزمان
الذي لم يكن يتنفل فيه.
قال الخطابي: في قوله: (فذلك من نقصان عقلها) دلالة على أن ملاك الشهادة العقل مع
اعتبار الأمانة والصدق، وعلى أن شهادة المغفل ضعيفة، وإن كان قوياً في الدين والأمانة، وفي
قوله: (وذلك من نقصان دينها) دلالة على أن النقص من الطاعات نقص في الدين.
أقول: وفي الحديث إغراب للمعنى، وإغراق في الوصف، أثبت - صلى الله عليه وسلم - لهن وصفين: كفران
العشير، وإكثار اللعن، ثم ذكر أن ليس لهن عقل يمنع من ارتكاب تينك الخصلتين، ولا دين
رادع عنهما؛ لأن الخصائل الرذائل [مركوزة] في جبلة الإنسان، وقلعها إما بالعقل، أو
الدين، قال المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلَّة لا يظلم
ــــــــــــــــــــ
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست