اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 559
شديدًا، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاجعلوا منه كوا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا فمطرنا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة فليتوجهوا إلى مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيارة تربته - صلى الله عليه وسلم - فإنها من أهم القربات وأنجح المساعي، فيستحب للزائر أن ينوي مع زيارته - صلى الله عليه وسلم - التقرب إلى الله تعالى بالمسافرة إلى مسجده والصلاة فيه، وقال أبو الفرج بن قدامة في الشرح الكبير: فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه، وقال نحوه الشيخ أبو محمَّد بن قدامة في المغني، وقال الحافظ الذهبي في سيره [4/ 484] في معرض رده على من احتج بحديث: لا تتخذوا قبري عيدًا قال: زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - من أفضل القرب، وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله وسلامه عليه: لا تشدوا الرحال إلَّا إلى ثلاثة مساجد، فشد الرحال إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - مستلزم لشد الرحل إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلَّا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإياكم آمين. اهـ.
وقال الإِمام ابن القيم في فضل الزيارة من نونيته:
من أفضل الأعمال هاتيك الزيا ... رة وهي يوم الحشر في الميزان
وكما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته، بإنزال الملائكة على قبره تحفه، وبإنزال الرحمات على ضريحه، كذلك أكرم أمته بموته وبعد موته بكرامات كثيرة، ففي صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطًا وسلفًا يشهد لها ... " الحديث، وأكرمها به بأن قيض لها ملائكة سياحين يبلغون سلامها له، ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام، ومنها أن جعل أعمالها تعرض عليه - صلى الله عليه وسلم - فقد روى البزار من حديث ابن مسعود أيضًا =
اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 559