responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 465
الَّذِي هُوَ أوضح من شمس النَّهَار، وَهُوَ وعد من لَا يخلف الميعاد. وَإِذا وجد الْمُقْتَضى وانتفى الْمَانِع حصل الْمَطْلُوب الَّذِي وجد مَا يَقْتَضِيهِ إعمالا لهَذَا الْمُقْتَضى الَّذِي ورد مؤكداً بإقسام الرب سُبْحَانَهُ.
فَمَا أبعد مَا جَاءَ بِهِ المشككون فِي هَذَا الْأَمر الَّذِي لَا يقبل التشكيك لَا شرعا وَلَا عقلا بل وَلَا عَادَة. فَإِن من اطلع على أَحْوَال أَوْلِيَاء الله سُبْحَانَهُ وَعرف مَا ذكره المؤرخون فِي أخبارهم، وَمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ تراجمهم وجد كل مَا توجهوا بِهِ إِلَى رَبهم حَاصِلا لَهُم فِي كل مطلب من المطالب كَائِنا مَا كَانَ. والمحروم من حرم ذَلِك.
(وَكَيف ترى ليلى بِعَين ترى بهَا ... سواهَا وَمَا طهرتها بالمدامع)

(وتلتذ مِنْهَا بِالْحَدِيثِ وَقد جرى ... حَدِيث سواهَا فِي خروت المسامع)

(أَجلك ياليلى عَن الْعين إِنَّمَا ... أَرَاك بقلب خاشع لَك خاضع)

أُولَئِكَ قوم لما دعوا أُجيبوا وَلما أَحبوا أُحِبُّوا، وَلما أَخلصوا استُخلِصوا صدقت مِنْهُم الضمائر، فصفت مِنْهُم السرائر، وصاروا صفوة الله فِي أرضه فَفَاضَتْ عَلَيْهِم أنواره، وامتلأت قُلُوبهم من معارفه.
(أَلا إِن وَادي الْجزع أضحى ترايه ... من الْمس كافورا وأعواده رندا)

(وَمَا ذَاك إِلَّا أَن هنداً عَشِيَّة ... تمشت وَجَرت فِي جوانبه بردا)

فَلَا تجهد نَفسك فِي كشف حقائقهم، وذوق دقائقهم حَتَّى تتصل مِنْهُم بِسَبَب وتتمسك من هديهم بِطرف فلسان حَالهم ينشدك:

اسم الکتاب : قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست