responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 436
والوعيد عَلَيْهَا عتيد، والحريص على دينه إِذا لم يجاهدها كُلية المجاهدة هلك من حَيْثُ لَا يشْعر. وَذهب عَلَيْهِ أجر أَعماله الظَّاهِرَة وَهُوَ لَا يدْرِي.
فَترك هَذِه هُوَ من أعظم مَا افترضه الله على عباده، وَهِي غير دَاخِلَة فِي خِصَال الْإِيمَان الَّتِي اشْتَمَل عَلَيْهَا الحَدِيث.
فَإِن الرجل قد يُؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله، وَالْقدر خَيره وشره وَهُوَ مُشْتَمل على شَيْء من هَذِه الْمعاصِي الْبَاطِنَة.
وَبَيَان ذَلِك أَنَّك لَو كشفت مَا عِنْده فِي الْإِيمَان بِاللَّه لوجدته مُؤمنا بِهِ لَا يَعْتَرِيه فِي ذَلِك شكّ وَلَا شُبْهَة، وَكَذَلِكَ لَا يشك فِي الْمَلَائِكَة وَفِي كتب الله وَرُسُله، وَكَون الْأَمر بيد الله عز وَجل وَهُوَ الْقَابِض الباسط النافع الضار. فَهَذِهِ [يجدهَا] الْإِنْسَان عِنْد كل أحد من الْمُسلمين. وَإِذا كشفت عَن هَذِه الْأُمُور الْبَاطِنَة وجدت عباد الله مُخْتَلفين فِيهَا لَا يَنْزِعهَا الله سُبْحَانَهُ إِلَّا من قُلُوب خَاصَّة الْخَاصَّة.
وَمَا أحسن مَا روى عَن بعض كفار الْهِنْد الوثنية بعد إِسْلَامه أَنه قَالَ: " جاهدت نَفسِي فِي كسر الوثن الَّذِي كنت أعبده لَيْلَة فَغَلَبَتْهَا وكسرته، وَأَنا فِي جِهَاد لَهَا نَحْو عشْرين سنة فِي كسر الْأَصْنَام الْبَاطِنَة فَلم أقدر عَلَيْهَا، وَلَا نفع جهادي لَهَا أبدا ".
وَمن فكر فِي هَذَا النَّوْع الإنساني وجد غَالب مصائب دينه من الْمعاصِي الْبَاطِنَة وَوجد الْمعاصِي الظَّاهِرَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْبَاطِنَة أقل خطراً وأيسر شرا، لِأَنَّهُ قد يمْنَع عَنْهَا الدّين وَقد يمْنَع عَنْهَا الْحيَاء وَحفظ الْمُرُوءَة. وَأما البلايا الْبَاطِنَة فَهِيَ إِذا لم يَزع حاملها وازع الدّين لم يقْلع عَنْهَا لِأَنَّهَا أُمُور لَا يطلع عَلَيْهَا النَّاس حَتَّى يستحي ويحاشى ويحافظ على مروءته.

اسم الکتاب : قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 436
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست