اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 82
ترجمة شخصي الحديث:
شخصا الحديث هما اللذان كانا سببا في وروده وهما أم العلاء المزكية وعثمان المزكى. فأما أم العلاء فهي بنت الحارث بن ثابت الأنصاري الخزرجية، وهي أم خارجة بن زيد الراوي عنها. وأما عثمان بن مظعون فهو أبو السائب بن حبيب بن وهب القرشي الجمحي من السابقين، أسلم بعد ثلاثة عشر رجُلا، هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة، وأول من دفن بالبقيع منهم.
الشرح:
لما جاء المهاجرون إلى المدينة ولا أهل لهم ولا مال، نزلوا على الأنصار من الأوس والخزرج فاقتسمهم الأنصار بالقرعة فطار في قسمة بيت زيد بن ثابت عثمان بن مظعون فأنزلوه في أبياتهم فمرض مرضه الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فقامت أم العلاء في حضرة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- تثني على عثمان فدعت له بالرحمة وشهدت له جازمة بأن الله أكرمه أي بالجنة لأنها هي دار كرامة الله لعباده، فأنكر عليها النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وقال لها وما يدريك أن الله أكرمه؟ أي من أين علمت ذلك. ففدته بأبيها تأدبا معه- صلى الله عليه وآله وسلم- في الخطاب وقالت فمن يكرمه الله أي إذا لم يكرم عثمان مع سابقيته وهجرته وبدريته فمن يكرم! فبين لها النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ما يجوز أن يقطع به وما لا يجوز أن يتعدى حد الظن، فقال لها أما هو فقد أتاه اليقين، يعني الموت وهذا مقطوع به، وإني لأرجو له الخير، وهذا هو الذي لا يجاوز حد الظن، ثم بين لها أن الغيب لا يعلمه إلا الله وأن البشر لا يعلمون الغيب حتى الأنبياء- عليهم السلام- فإنهم لا يعلمون
اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 82