responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 289
الخلقين وما هيء لهما من حال مناسب، وما نشأ عنهما من أخلاق فاضلة، وما كان لهما من ثمار محمودة، ومظاهر في حياته وشريعته جليلة جلية - لنزداد بصيرة في العلم، وهداية في الاقتداء فنقول:

مبدأ رحمته:
كان -صلى الله عليه وآله وسلم- يتيما في صغره مات أبوه وهو حمل وماتت أمه وهو ابن بضع سنوات فأورثه ذلك اليتم رقة في قلبه. وما كانت كفالة جده ولا عمه، ولا حضانة نسائهم بمغنية عن عطف الأم وحنانها. ولا جابرة صدع القلب من فقدها. وهذه الرقة هي فيه أساس الرحمة.

مبدأ قوته:
وكان- صلى الله عليه وآله وسلم- ابن بيت عظيم، يشهد مجالس جده عبد المطلب شيبة الحمد وأعمامه من حوله. ويرى هيبتهم ومكانتهم في قومهم فأورثه ذلك عظمة وعزة نفس: عزة أنفة وإباية، وعظمة وشرف وكرم وترفع عن الدنايا. ولا ينكر تأثير اسم العائلة وتاريخها ومشاهدة حال أفرادها - في أبنائها. وأنا أعرف شخصاً ما قرأ العلم ولا اجتهد فيه - في أول أمره - إلا لعلمه بأن أجداده كانوا علماء. وهذه العظمة هي أساس القوة.

مظاهر رحمته:
كانت رحمته بالمرسل إليهم: فأدمي ساقه، وشج وجهه، وكسرت رباعيته- وهو يقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون». وقال تعالى في رحمته بمن أرسل إليهم: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ "قاتل" نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} وكان كما قال تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ورحمته للعالم كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست