اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 280
لقد دلس "راندو" على الأخوين تدليسا شنيعا. فهما على ما نعلم لم يستعملا في كتابهما ولا فيما كتبا من قبل مثل هذه العبارات البذيئة التي يتنزه عنها الكاتب الذي يحترم مهنته، ويحترم كرامته، ويحترم القلم الموضوع بين يديه، بل همافوق ذلك لم يحاولا الحط من قيمة الرسول العربي الأعظم، ولا من قيمة أصحابه. وإن كانا قد وقعا في أغلاط طالما وقع فيها قبلهم بعض المؤرخين، وذلك لابتعادهم عن البحث والتنقيب في كتب التاريخ الصحيحة، وإقدامهم على نقل ما يقع بين أيديهم من غث وسمين.
فكيف يتحمل من في قلبه ذرة من كرامة ومروءة وشرف، ولوكان غير مسلم، ولو كان غير متقيد بدين على الإطلاق مثل هذه الكلمات الجارحة الخارجة عن حدود الأدب واللياقة والمروءة والشرف.
إن مثل هذه الكلمات السافلة توشك أن تحدث فتنة نحن في غنى عنها، وشر الفتن ما كان مصدره الغضب للدين. وإننا لتمنعنا آدابنا الإسلامية، وتعاليمنا الراقية من أن ننحط لمثل هذا الميدان فنشتم دين الذي يشتم ديننا، ونحقر اعتقاد الذي يحقر اعتقادنا، ونصف رسل الأمم الأخرى- صلوات الله وسلامه عليهم- بمثل ما يصف رجال الأمم الأخرى رسولنا.
فنحن نستلفت بكل شدة أنظار ولاة الأمور، وخاصة السيد الوالي العام، والسيد مدير الأمور الأهلية، لمثل هذه الحادثة المزرية بالمروءة، والمخلة بالشرف، ونحتج بكل قوانا وبكل ما في أنفسنا من ألم وكدر وتقزز واشمئزاز على هؤلاء الذين يغتنمون فرصة ضعفنا ورضوخنا، وأن لا حول ولا قوة بأيدينا فيوغلون في احتقارنا وامتهان كرامتنا إلى درجة شتم رسولنا وسبه، ووصفه بأحقر الأوصاف-
اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 280