اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 277
رسول الله يُشتَم بين أيدينا ويُهان
لقد تحملنا كل أنواع العذاب، وصبرنا على كل مكروه نالنا في ديننا ودنيانا، وعشنا عيشة الذل والهوان التى لا نعتقد أن غيرنا من الأمم تحمل مثلها وصبر عليها، فقلنا تجاه كل ذلك: حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا ما قدره الله ولا مرد لقدر الله.
لكننا ان تحملنا عيشة الذل بصبر، وتحملنا الفتنة في الدين بصبر، فإننا لا نتحمل ولن نتحمل، ولو رأينا أمامنا الموت الزؤام، والبلاء الأعظم، أن تمتد يد الإهانة والسوء إلى الشخصية المقدسة التي هي أعز على كل مسلم، منذ انبثق فجر الإسلام إلى قيام الساعة، شخصية محمد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
لقد أنصف الكثير من المؤرخين هذا الرسول الذي هو سيد الوجود، ودرسوا سيرته الطاهرة فإذا بهم يرونها المثل الأعلى للأخلاق الفاضلة والنبل، والشمم، والهمة، والوفاء.
والإخلاص، والتضحية، ولبعض الغربيين في ذلك تآليف جمة، وكتب قيمة.
لكن بعض المؤرخين الذين سفلت أخلاقهم، وخربت ذممهم، وأعمى التعصب المسيحي الممقوت بصيرتهم، قد عمدوا للحقائق
اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 277