responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 136
المعنى:
إن كثيرا من الناس يكونون في صحة من أبدانهم، وفراغ من أشغالهم، ولا يعمرون أوقاتهم الفارغة بطاعة الله تعالى، ولا يستعملون أبدانهم الصحيحة فيها، فتضيع عليهم تلك الأوقات وتلك الصحة باطلا، فيخسرونهما ولا يستفيدون منهما فيكون ما خسروه منهما نقصا في حظهم من حياتهم، وإذ كانت الحياة هي أغلى شيء عند الإنسان يحافظ عليه، ولا يبذل شيئا منه إلا بحقه، فهؤلاء الذين نقصوا حظهم في حياتهم هم أعظم المغبونين.

فقه الحديث ومقصوده:
عمر الإنسان أنفس كنز يملكه، ولحظاته محسوبة عليه، وكل لحظة ثمرة معمورة بعمل مفيد فقد أخذ حظه منها وربحها وكل لحظة تمر فارغة فقد غبن حظه منها وخسرها. وكذلك بدنه فهو أنفس آلة عنده، وإنما فائدة الآلة بالعمل، فإذا كانت الآلة، في عمل فهو ربح وزيادة، وإذا كانت في بطالة فهو في نقص وخسران. فالرشيد الرشيد هو من أحسن استعمال ذلك الكنز الثمين، وتلك الآلة العظيمة، فعمر وقته بالأعمال، وداوم على استعمال ذاته فيها فربحهما. والسفيه السفيه من أساء التصرف فيهما فأخلى وقته من العمل، وعطل ذاته عن الشغل فخسرها.
ولما كان الإنسان مضطرا إلى السعي في معاشه، فيشغله ذلك عن وجوه الطاعات من العلم ونوافل الصلاة والصوم والحج وغيرها، ومعرضا للأمراض فتمنعه منها. ولكنه لا يخلو من حالة يكون فيها فارغا من الشغل لمعاشه، ومعافى من المرض في بدنه - ذكره هذا الحديث الشريف بما عليه في هذه الحالة من

اسم الکتاب : مجالس التذكير من حديث البشير النذير المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست