اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول الجزء : 1 صفحة : 176
وفي حديث قَتْلِ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ: "ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا" [1] كذا للأصيلي، ولغيره: "ثُمَّ أَتَوْا" وكلاهما له وجه.
قوله: "إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا" [2] كذا للأصيلي والسجزي [3] بباءٍ من الإباية، ولغيرهما: "أَتَيْنَا" [4] بتاءٍ من الإتيان، وكلاهما صحيح، أي: إذا صيح بنا لفزعٍ أو حادثٍ أتينا الداعي وأجبناه، أو أقدمنا على عدونا ولم يَرُعنا صياحه [5]، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في صفة الرجل المجاهد: "إِذَا سَمِعَ هَيْعَةً طَارَ إِلَيْهَا" [6].
ومَنْ رَواهُ: "أَبَيْنَا" بباءٍ مفردةٍ، فمعناه: أبينا الفرار وأنفنا منه وثبتنا للعدوِّ، وبالتاء من الإتيان أوجه؛ لأن في بقية الرجز: "وإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا" [7] وتكرار الكلمة على القرب عيبٌ في الشعر معلوم.
قوله: "إِنَّ الأُلَى قَدْ أبَوا عَلَيْنَا" من الإباية، كذا لأكثر الرواة في حديث مسلم (عن ابن مثنى) [8]. [1] البخاري (2301) عن عبد الرحمن بن عوف. [2] البخاري (4196) من حديث سلمة بن الأكوع. [3] هو عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق، أبو الوقت السجزي، ثم الهروي الماليني، الشيخ الإمام الزاهد الخيّر الصوفىِ شيخ الإِسلام، مسند الآفاق، سمع "الصحيح" من الداوودي، توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. انظر ترجمته في: "المنتظم" 10/ 182، "وفيات الأعيان" 3/ 226، "سير أعلام النبلاء" 20/ 303 (206). [4] هي رواية أبي ذر الهروي عن المستملي والكشميهني "اليونينية" 5/ 131. [5] في هامش (س) إشارة أن في نسخة: (صياح العدو)، وهو ما في (د، أ، ظ). [6] رواه مسلم (1889) من حديث أبي هريرة. [7] البخاري (2837) من حديث البراء. [8] مسلم (1803)، وما بين القوسين ساقط من (د، أ، ظ).
اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول الجزء : 1 صفحة : 176