اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 9
(مَنْ خَصَّنَا)، (مَنْ) هذا بدل من الضمير في قوله: (نَحْمَدُهُ). الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، (مَنْ خَصَّنَا)، يعني: الذي خصنا. فهو بدل من الضمير المنصوب هنا محلاً في (نَحْمَدُهُ)، (مَنْ خَصَّنَا) نَا هنا يعود إلى المسلمين، يعني: أمة الإجابة. ويحتمل أنه عام، يعني: يشمل أمة الإجابة، وأمة الدعوة. (مَنْ خَصَّنَا)، يعني: الذي خصنا وميزنا معاشر المسلمين. (بِخَيْرِ مَنْ قَدْ أُرْسِلاَ) (بِخَيْرِ)، يعني: بمتابعة خير. خَير هذا أفعل تفضيل بمعنى أفضل (مَنْ قَدْ أُرْسِلاَ) (أُرْسِلاَ) الألف هذه للإطلاق، وقد للتحقيق، ومن هنا اسم موصول بمعنى الذي، يصدق على ماذا؟ بعضهم فسره برسول لكن هذا يلزم ماذا؟ رسول قد أرسلا، وهذا فيه من حيث المعنى فاسد، وإنما نقول: (بِخَيْرِ مَنْ). يعني: إنسان قد أرسلا، والأحسن أن يقال: بمن (بِخَيْرِ مَنْ)، يعني: بنبي قد أرسلا. (وَخَيْرِ مَنْ حَازَ)، يعني: وأفضل. (مَنْ حَازَ المَقَامَاتِ العُلاَ)، (مَنْ) يعني: إنسان، أو نبي، أو رسول. (حَازَ) بمعنى جمع (المَقَامَاتِ)، أي: المراتب. و (العُلاَ) أي: الرفيعة. جمع عُلْيَا ضد السفلى عُلْيَا بالمد والضم والقصر عُلْيَا فُعْلان والعلا جمعه.
مَنْ خَصَّنَا بِخَيْرِ مَنْ قَدْ أُرْسِلاَ ... وَخَيْرِ مَنْ حَازَ ...............
أي: جمع. (المَقَامَاتِ)، المراتب العلا. (مُحَمَّدٍ)، هذا بدل من قوله: خير. (بِخَيْرِ) من هو خير من قد أرسلا؟ قال: (مُحَمَّدٍ). فيجوز أن يكون ماذا؟ خبر مبتدأ محذوف هو محمد (سَيِّدِ)، هذا عطف بيان أو بدل وهو مضاف، و (كُلِّ) مضاف إليه، والسيد يطلق على الرئيس، والشريف، والكريم، ومتولي السواد أي: الجيوش العظيمة الكثيرة. (كُلِّ مُقْتَفَى)، أي: متبع. والمتبع هم: الرسل. فإذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - سيد المتبوعين فهو سيد التابعين من باب أولى وأحرى، لأن كل رسول له تابعون فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - سيد الأنبياء والمرسلين، فهو سيد من تبع الأنبياء والمرسلين، (سَيِّدِ كُلِّ مُقْتَفَى العَرَبِيِّ)، يعني: منسوب للعرب، وهم: بنو إسماعيل. (الهَاشِمِيِّ)، أي: منسوب إلى هاشم. وهو: جد النبي - صلى الله عليه وسلم - الثاني. (العَرَبِيِّ)، هذا عام يشمل هاشمي وغيره، و (الهَاشِمِيِّ) هذا خاص، (المُصْطَفَى)، أي: المختار. مأخوذ من الصفوة والصفوة من كل شيء خالصه، إذًا (المُصْطَفَى) يعني: من سائر المخلوقات، وهذا فيه إشارة إلى الحديث المشهور: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم فأنا خيار، من خيارٍ، من خيار».
صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ مَادَامَ الحِجَا ... يَخُوضُ مِنْ بَحْرِ المَعَانِي لُجَجَا
اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 9