اسم الکتاب : أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء المؤلف : ماهر الفحل الجزء : 1 صفحة : 128
الإسفراييني [1]، وبه قَالَ الظاهرية [2]، وثعلب [3] من النحويين [4]، وَهُوَ الأشهر من مذهب مالك [5].
الرابع: من يحفظ اللفظ والمعنى لا تجوز لَهُ الرِّوَايَة بالمعنى، ومن كَانَ يستحضر المعنى دُوْنَ اللفظ جازت روايته بالمعنى. وبه جزم الماورديُّ [6]، فَقَالَ: ((والذي أراه: أنَّهُ إن كَانَ يحفظ اللفظ لَمْ يَجُزْ أن يرويه بغير ألفاظه؛ لأن في كلام رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - من الفصاحة ما لا يوجد في كلام غيره، وإن لَمْ يحفظ اللفظ جاز أن يورد معناه بغير لفظه؛ لأن الرَّاوِي قَدْ تحمّل أمرين: اللفظ والمعنى، فإن قدر عَلَيْهِمَا لزمه أداؤهما، وإن عجز عن اللفظ وقدر عَلَى المعنى لزمه أداؤه لئلاّ يَكُوْن مقصراً في نقل ما تحمل)) [7].
الخامس: عكس المذهب الَّذِي قبله، فإن كَانَ يستحضر اللفظ جاز لَهُ الرِّوَايَة بالمعنى، وإن لَمْ يَكُنْ حافظاً للفظ لَمْ يَجُزْ لَهُ الاقتصار عَلَى المعنى، إذ لربما زاد فِيْهِ ما لَيْسَ مِنْهُ.
السادس: جواز الرِّوَايَة بالمعنى بشرط إبدال المترادفات ببعضها مَعَ الإبقاء عَلَى تركيب الكلام؛ خوفاً من دخول الخلل عِنْدَ تغيير التركيب [8].
=
الملحدين"، توفي سنة (418 هـ).
الأنساب 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 17/ 353 و 354، ومرآة الجنان 3/ 25. [1] البحر المحيط 4/ 358. [2] البحر المحيط 4/ 358. [3] المحدث، إمام النحو، أبو العباس، أحمد بن يَحْيَى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي المَشْهُوْر بـ (ثعلب)، صاحب التصانيف مِنْهَا: "اختلاف النحويين" و"معاني القرآن"، ولد سنة (200هـ)، وتوفي سنة (291هـ).
العبر 2/ 94، وسير أعلام النبلاء 14/ 5 و 7، ومرآة الجنان 2/ 163. [4] قواطع الأدلة 1/ 328. [5] الكفاية: (188 - 189 هـ، 288 - 289 ت)، وجامع بَيَان العِلْم 1/ 81، والإلماع: 180. وَهُوَ قول عدد من أَئِمَّة الْحَدِيْث. انظر: شرح السنة 1/ 238، والإحكام للآمدي 2/ 261 - 262. [6] هُوَ الإمام أبو الحسن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن حبيب البصري الماوردي الشَّافِعِيّ، صاحب التصانيف مِنْهَا: "الحاوي الكبير" و " الأحكام السلطانية "، توفي سنة (450 هـ).
المنتظم 8/ 199 - 200، وسير أعلام النبلاء 18/ 64 و 65، وطبقات الشافعية، للإسنوي 2/ 230. [7] الحاوي الكبير 20/ 154 - 155. وقّواه الشَّيْخ الجزائري في توجيه النظر 2/ 686 وعلل ذَلِكَ بكون الرِّوَايَة بالمعنى إنما أجيزت للضرورة، ولا ضرورة إلا في هَذِهِ الحالة. [8] توجيه النظر: 2/ 687.
اسم الکتاب : أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء المؤلف : ماهر الفحل الجزء : 1 صفحة : 128