وما أحسن رعايته فقد خلصه علماء الحديث من كل خليط ودخيل فهو سنة مستقيمة حسنة ممدوحة.
من هذه المعاني اللغوية يمكن القول بأن: السنة النبوية تعني المنهاج النبوي العام، النظري والعملي الذي جاء به عليه السلام لشرح شريعة الله لتكون دستوراً للحياة، والتي أمر بها في قوله صلى الله عليه وسلم:"فعليكم بسنتي" [1] وحذَّر من الإعراض عنها في قوله: "فمن رغب عن سنتي فليس مني" [2] .
السنة اصطلاحاً:
على ضوء المعاني اللغوية السابقة عرَّف أهل العلم الربانيون السنة اصطلاحاً بتعريفات شتى، كلّ حسب تخصصه الحديثي، أو الأصولي، أو الفقهي [3] ، ولا يعنينا هنا تتبُّع كل تلك المصطلحات والاختلافات؛ ذلك لأن هذا الاختلاف في إطلاقات السنة لفظي وغير جوهري مرجعه اختلاف الأغراض والأهداف والتخصصات التي عُني بها كل فريق من أهل العلم. ولعل الذي يفيدنا في هذا البحث المعنى الذي يبحث عن حجيَّة السنة ومكانتها في التشريع. [1] حديث صحيح، أخرجه - عن العرباض بن سارية رضي الله عنه - الإمام أحمد (4/126-127) . وأبو داود: السنة، باب لزوم السنة حديث (4607) والإمام الترمذي: العلم، باب 16، حديث (2676) ، وقال: حديث حسن صحيح. وصححه أيضا ابن حبان (1/178-179) حديث رقم (5) . [2] رواه الإمام البخاري برقم (5063) في كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، والإمام مسلم (برقم 1401) في كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد المؤنة. [3] انظر: إطلاقات السنة في: إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر / د. عبد الكريم النملة (3/14، 15) دار العامة، ط. الأولى 1417?، والسنة ومكانتها في التشريع الإسلامي / د. مصطفى السباعي (ص 49) المكتب الإسلامي، ط. الثالثة 1402?.