responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السنة قبل التدوين المؤلف : الخطيب، محمد عجاج    الجزء : 1  صفحة : 153
وأول ما يسترعي انتباهنا في هذا خطوط كبرى تعتبر من الأسس الهامة في التربية الحديثة، من هذه الأسس:

1 - مُرَاعَاةُ أَحْوَالِ المُحَدِّثِينَ:
----------------------------

فقد لاحظ الصحابة والتابعون أحوال طلابهم ملاحظة دقيقة، فكانوا لا يحدثونهم إلا بما يناسب مداركهم، ويشرحون الأحاديث، ويبينون مناسبتها حتى يدرك الطلاب ما يرويه شيوخهم، يُرْوَى عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ فَيَسْمَعُهُ مَنْ لاَ يَبْلُغُ عَقْلَهُ فَهْمُ ذَلِكَ الحَدِيثِ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ فِتْنَةً» [1] وفي رواية عنه: «مَا أَنْتَ مُحَدِّثٌ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إِلاَّ كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِمْ» [2]. وعن حماد بن زيد قال: قَالَ أَيُّوبُ: «لاَ تُحْدِثُوا النَّاسَ بِمَا لاَ يَعْلَمُونَ فَتَضُرُّوهُمْ» [3].

2 - الحَدِيثُ لِمَنْ هُوَ أَهْلٌ لَهُ:
----------------------------

وكما حرص الصحابة والتابعون على مراعاة أحوال الرواة، حرصوا على نشر الحديث بين أهله وطلابه، ورفعه عن السفهاء وأهل الغايات والأهواء، فكانوا يحاولون جهدهم ألا يحضر مجالسهم إلا طلاب العلم، وفي هذا كان يقول الزُّهْرِيِّ: « ... وَهُجْنَتُهُ (أي الحديث) نَشْرُهُ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ» [4]، وَ «كَانَ الأَعْمَشُ

(1) " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ": ص 129: ب.
(2) " تذكرة الحفاظ ": ص 15 جـ 1. وَرُوِيَ نحو هذا عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، انظر " المحدث الفاصل ": ص 143: ب.
(3) " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ": ص 129: ب.
(4) " المحدث الفاصل ": ص 141: آ. وَالهُجْنَةُ وَالتَّهْجِينُ الأَمْرُ [القَبِيحُ].
اسم الکتاب : السنة قبل التدوين المؤلف : الخطيب، محمد عجاج    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست