اسم الکتاب : الشاذ والمنكر وزيادة الثقة - موازنة بين المتقدمين والمتأخرين المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 55
حجر في النكت فقال:" ليس بعبارته ما يفصل أحد النوعين عن الآخر، نعم هما مشتركان في كون كل منهما على قسمين وإنما اختلافهما في مراتب الرواة" [1].
وقال ابن دقيق العيد:"هو كالشاذ، وقيل هو ما انفرد به الراوي وهو قول منقوض بالأفراد الصحيحة " [2]،فهو أيضاً يسوي بين المنكر والشاذ.
وقال الحافظ العراقي في ألفيته ([3]):
والمنكر الفرد كذا البرديجي ... أطلق والصواب في التخريج
إجراء تفصيل لدى الشذوذ مر ... فهو بمعناه كذا الشيخ ذكر
فهو على مذهب ابن الصلاح في اعتبار الشاذ والمنكر واحداً.
ويبدو أن الذهبي يسوي بينهما [4]، لكن السخاوي علل ذلك بقوله: "وأما جمع الذهبي بينهما في حكمه على بعض الأحاديث فيحتمل أن يكون تقدم الفرق بينهما ويحتمل غيره " [5].
وقد مَثَّلَ الحافظ العراقي على ذلك فقال:"ولنذكر مثالاً للمنكر" ثم أورد حديث همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس رضي الله عنه:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه" [6]،أخرجه أبو داود وقال عَقبهُ: "هذا حديث منكر وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتماً من ورق ثم
ألقاه" [7]،والوهم فيه من همام ولم يروه إلا همام" [8]،قال الحافظ العراقي: وهمام ثقة احتج به أهل الصحيح ولكنه خالف الناس [9]، أي: خالفهم في الإسناد والمتن. [1] النكت 2/ 674. [2] الاقتراح ص198. [3] فتح المغيث، السخاوي 1/ 222. [4] انظر الموقظة ص42. [5] فتح المغيث 1/ 223. [6] أخرجه أبو داود (19)، والترمذي (1746)، وابن ماجه (203). [7] أخرجه البخاري (5868)، ومسلم 3/ 1657 (2093) وغيرهما. [8] سنن أبي داود (19). [9] انظر فتح المغيث 1/ 226.
اسم الکتاب : الشاذ والمنكر وزيادة الثقة - موازنة بين المتقدمين والمتأخرين المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 55