اسم الکتاب : عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل المؤلف : الرفاعي، صالح حامد الجزء : 1 صفحة : 12
ثم روى بإسناده: "عن عتبة بن أبي حكيم أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة، وعنده الزهري [1] ، قال: فجعل ابن أبي فروة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له الزهري: قاتلك الله يا بن أبي فروة، ما أجرأك على الله! لا تُسْندُ حديثك؟! تحدثنا بأحاديث ليس لها خُطُم ولا أَزِمَّة" [2] .
شبَّه الأسانيد بالخُطُم والأزمة للدواب، فالدابة التي ليس لها خطام تُمْسَك به تتفلت من صاحبها، ولا تنقاد له.
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". رواه مسلم في مقدمة صحيحه [3] ، وروى عنه أيضاً أنه قال: "بيننا وبين القوم القوائم" يعني الإسناد [4] .
قال النووي رحمه الله: "ومعنى هذا الكلام: إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه، وإلا تركناه، فجعل الحديث كالحيوان، لا يقوم بغير إسناد، كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم" [5] يعني: بغير أرجل.
وكلامهم في هذا المعنى كثير [6] ، وهو يدل على أهمية الإسناد، ويدل أيضاً [1] محمد بن مسلم بن عبيد الله أبو بكر القرشي الزهري الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه، مات سنة خمس وعشرين ومائة. (تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رقم 6296) . [2] معرفة علوم الحديث للحاكم: (ص6) . [3] صحيح مسلم: (المقدمة ص15) . [4] المصدر السابق. [5] شرح صحيح مسلم: (1/88) . [6] انظر: الإسناد من الدين ومن خصائص أمة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم للدكتور عاصم القريوتي، والإسناد من الدين لأبي غدة.
اسم الکتاب : عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل المؤلف : الرفاعي، صالح حامد الجزء : 1 صفحة : 12