اسم الکتاب : عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل المؤلف : عبد العزيز محمد فارح الجزء : 1 صفحة : 29
وكلها تبرز مدى مساهمته في علم الرجال وباعه الكبير فيه، من ذلك أن أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني سأله قائلا: يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء أن من البر بعد البر أن تُصَلِّي لأبويك وتصوم لهما مع صومك؟ فقال عبد الله: يا أبا إسحاق عَمَّن هذا؟
قال: هذا من حديث شهاب بن خراش، فقال ثقة عمن؟، قال أبو إسحاق: عن الحجاج بن دينار، قال: ثقة عمن؟، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن المبارك: يا أبا إسحاق، إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوزَ تنقطع فيها أعناق المطي، ولكن ليس في الصَّدَقَة اختلاف [1] .
وأخرج مسلم أيضا بسنده إلى علي بن شقيق قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس: دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يَسُبُّ السلف [2] .
وأخرج ابن أبي حاتم عن نعيم بن حماد قال: قلت لابن المبارك: لأي شيء تركوا عمرو بن عبيد؟ قال: إن عمرا كان يدعو، يعني إلى القدر [3] .
ولقد أشاد العلماء بمكانة ابن المبارك وصولته على الضعفاء والوضاعين، فهذا شعبة يقول فيه -وهو شيخه-: ((ما قدم علينا من ناحيته مثله)) [4] ، وهذا أبو إسحاق الفزاري يقول: ((ابن المبارك إمام المسلمين)) ، ويجلس بين يديه [1] مقدمة صحيح مسلم 1/16 ـ وتقدمة المعرفة ص: 274. [2] مقدمة مسلم 1/16. [3] تقدمة المعرفة 173. [4] المصدر نفسه ص: 265.
اسم الکتاب : عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل المؤلف : عبد العزيز محمد فارح الجزء : 1 صفحة : 29