اسم الکتاب : فتح الباقي بشرح ألفية العراقي المؤلف : الأنصاري، زكريا الجزء : 1 صفحة : 40
وكانتْ تِلْكَ قدمته الأولى إلى القاهرة، وَلَمْ يطل المكث فِيْهَا، وعاد أدراجه إلى بلده ملازماً هناك الجدَّ والاشتغال [1].
وبعد مدة من الزمن - نجهل تحديدها - عاود المجيء إلى القاهرة [2]، يروم استخراج العِلْم من معادنه، فَدَرَسَ في الفقه: " شرح البهجة "
وغيرها [3]، وقرأ في أصول الفقه: " العضد " و " شرح العبري " [4]، وقرأ في النحو والصرف، ومما قرأه فِيْهِمَا: " شرح تصريف العزي " [5]، وأخذ المعاني والبيان والبديع فقرأ فِيْهَا " المطول " [6]، وأخذ المنطق عَنْ عدة مشايخ وقرأ فِيهِ شرح القطب عَلَى "الشمسية" وأكثر حاشية الشريف الجرجاني عَلَيْهِ، وكذا حاشية التقي الحصني عَلَيْهِ [7].
كَمَا أخذ اللغة، والتفسير، وعلم الهيأة، والهندسة، والميقات، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والطب، والعروض، وعلم الحروف، والتصوف، وتلا بالسبع والثلاثة الزائدة عَلَيْهَا، وقرأ مصنفات ابن الجزري كـ" النشر " و "التقريب"
و" الطيبة "، وأخذ رسوم الخطِّ، وآداب البحث، والحديث [8].
وهكذا دأب وانهمك في الطلب والتحصيل، فأجازه مشايخه، وكتب لَهُ بِذَلِكَ كَثِيْر مِنْهُمْ مَعَ الإطناب في المدح والثناء، يزيدون عَلَى مئة وخمسين [9]، ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني إذْ كتب لَهُ في بَعْض إجازاته: ((وأذنت لَهُ أن يقرأ القُرْآن عَلَى الوجه الذي تلقَّاه، ويقدر الفقه عَلَى النمط الذي نص عَلَيْهِ الإمام وارتضاه، والله المسؤول أن يجعلني وإياه، ممن يرجوه ويخشاه إلى أن نلقاه)) [10]. [1] شذرات الذهب 8/ 134. [2] المصدر نَفْسه. [3] النور السافر: 112. [4] المصدر السابق. [5] المصدر نَفْسه. [6] النور السافر: 112. [7] المصدر السابق. [8] شذرات الذهب 8/ 135، والبدر الطالع 1/ 252. [9] الكواكب السائرة 1/ 198. [10] الضوء اللامع 3/ 236.
اسم الکتاب : فتح الباقي بشرح ألفية العراقي المؤلف : الأنصاري، زكريا الجزء : 1 صفحة : 40