responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 199
ولا يزعم أحد أن التسمية تسمية شرعية , لأن هذا اللون من الفن لم يعرف في عصر التشريع , فلا يتصور أن يطلق عليه لفظ مصور وهو غير موجود.
فمن سماه مصورًا , وسمى عمله تصويرًا إذن؟

إنه العرف الحادث , إنه نحن , أو أجدادنا الذين ظهر هذا الفن في زمانهم , وأطلقوا عليه اسم التصوير (الفوتوغرافي).

وكان يمكن أن يسموه شيئًا آخر يصطلحون عليه , كان يمكن أن يسموه (العكس) ويسموا من يقوم به (العكاس) كما يقول ذلك أهل قطر والخليج , فإن أحدهم يذهب إلى (العكاس) ويقول له: أريد أن (تعكسني) ويقول له: متى آخذ منك (العكوس)؟ وقولهم أقرب إلى حقيقة هذا العمل , فليس هو أكثر من عكس الصورة بوسائل معينة , كما تنعكس الصورة في المرآة , وهو ما ذكره العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية في زمنه , وذلك في رسالته " الجواب الكافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي ".

وكما سمى عصرنا العكس الفوتوغرافي تصويرًا , فقد سمى التصوير المجسم (نَحْتًا) , وهو ما عبر عنه علماء السلف بأنه (ما له ظل) , وهو الذي أجمعوا على تحريمه في غير لعب الأطفال.

فهل تسمية هذا التصوير نحتًا يخرجه من دائرة ما جاءت النصوص من الوعيد في شأن التصوير والمصورين؟

الجواب بالنفي جَزْمًا , فإن هذا التصوير هو أولى ما ينطبق عليه لفظ التصوير لغة وشرعًا؛ لأنه هو الذي يضاهي (خَلْقَ اللهِ)، لأن خلق الله وتصويره خلق مجسد، كما في الحديث القدسي الصحيح: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي».

وُجُوبُ التَّحَرِّي عِنْدَ شَرْحِ المُفْرَدَاتِ وَالجُمَلِ:
إن من يشرح نَصًّا بليغًا لأديب كبير أو لشاعر عظيم، لا بد له أن يتحرى ويدقق في شرحه حتى يتبين المراد من النص، بحيث يعبر عن مقصود صاحبه، وبحيث يبقى المعنى متناسبًا مع المستوى البلاغي للكاتب.

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست