responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 18
التامة , القادرة على مواجهة أي تحد , المتخطية لأية عقبة , وحين بَعُدَ عهد الناس بالرسالة تجسد دور القاموس اللغوي في فهم النص على حساب وسائل وعناصر التفسير والفهم الأخرى , وظل دور القاموس يتضخم حتى طغى لدى البعض على سائر الوسائل الأخرى , وأصبح الوسيلة الوحيدة للفهم والتفسير , فولدت العقلية الحرفية المعجمية وترعرعت حتى أصبحت تيارات ضخمة يعمل بعضها خارج إطار الزمان والمكان وحركة الحياة والتاريخ , ويمد معوقات نهوض الأمة بكثير مما تحتاجه من دعائم التعويق والجدل والاضطراب ويختزل الإسلام كله في جملة من الهياكل التاريخية والأشكال والصور التراثية ويبني على المستحيل كثيرًا من التصورات والأطروحات , ويتوهم إمكان تكرير الحديث بكل عناصره مرات عديدة , وذلك ـ في الحياة الدنيا ـ محال , فكيف يمكن للدراسات الحديثية للسنة أن تعالج هذه القضايا وتباعد بين العقل المسلم وأخطارها , وتنقذه من هيمنة هؤلاء الذين أوشكوا أن يفرغوا الإسلام من محتواه الثقافي ومضمونه الحضاري , ويحصروه في بعض القوالب اللغوية واللفظية التي لا يمكن أن تقيم مجتمعًا أو توجد أمة أو تبني حضارة؟!.

السُنَّةُ وَمَشْرُوعُ نَهْضَةِ الأُمَّةِ:
7 - لا شك أن أمتنا أحوج ما تكون ـ اليوم ـ إلى مشروع نهضة شامل كامل يعيد هذه الأمة إلى موقع الوسطية والشهود الحضاري من جديد , ولا يمكن أن يتم ذلك بدون تمكين المجتمعات الإسلامية من الشروط اللازمة لاستعادة موقعها ذلك , وفي مقدمة هذه الشروط بناء وتشكيل النسق الفكري والثقافي للأمة.

إن أمتنا اليوم تقتات فئاتها المتعلمة بإحدى ثقافتين: ثقافة تاريخية موروثة لها كل ما لعصور وبيئات إنتاجها من خصائص. وثقافة مستوردة مترجمة وغير مترجمة , وأمام كل من الثقافتين يقف عقل المسلم المعاصر موقف المنفعل والمستهلك الثقافي , وما كان لعقل عاجز عن الفعل , قانع بدور الانفعال وعاجز

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست